أثار خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء ردود فعل متباينة، اذ رحبّت سيول وطوكيو بموقفه «الحازم» إزاء بيونغيانغ، فيما أعربت موسكو عن «قلق شديد» من تشكيكه في الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست. وسخرت طهران من خطاب «سخيف»، متوعّدة واشنطن ب «ردود اكثر ايلاماً»، ومؤكدة ان «عنتريات» ترامب لن تجعلها «تنسحب من المواجهة». اما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فنعت نظيره الأميركي ب «هتلر الجديد». واعتبرت الرئاسة الكورية الجنوبية أن خطاب ترامب، والذي هدد فيه ب «تدمير» كوريا الشمالية، يعكس «موقفاً حازماً ومحدداً في شأن المسائل الرئيسة المتعلقة بحفظ السلام والأمن، والتي يواجهها المجتمع الدولي والأمم المتحدة»، مشيراً الى «تأكيده أن على كوريا الشمالية إدراك أن نزع السلاح النووي هو السبيل الوحيد للمستقبل». وأعرب يوشيهيدي سوغا، كبير أمناء الحكومة اليابانية، عن «تقدير» بلاده «توجّه الرئيس ترامب الساعي الى تغيير الموقف السياسي لكوريا الشمالية ونزع سلاحها النووي ودعوة المجتمع الدولي، بما في ذلك الصين وروسيا، الى التعاون لتكثيف الضغط عليها». في المقابل، لفت ناطق باسم الخارجية الصينية الى أن القرارات التي أقرّها مجلس الأمن في شأن الدولة الستالينية تعكس «الإرادة المشتركة وتوافق المجتمع الدولي» حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فأبدى «قلقاً شديداً» من تصريحات ترامب عن الاتفاق النووي الايراني، وزاد: «سندافع عن هذه الوثيقة، وعن توافق حظي بتأييد المجتمع الدولي بأكمله وعزّز في شكل حقيقي الأمن الاقليمي والدولي». وانتقد منطق «الادانة والتهديد» في شأن بيونغيانغ، مضيفاً: «لا نشكّ في قدرة الولاياتالمتحدة على تنفيذ أمر مدّمر جداً». ورحّب لافروف بإعلان ترامب أن الولاياتالمتحدة «لن تفرض أسلوب حياتها على الآخرين»، واستدرك أن لدى موسكو شكوكاً بأن واشنطن تنتج أسلحة «تنتهك او قد تنتهك التزامات معاهدة» تاريخية ابرمها البلدان عام 1987 وتحظّر الصواريخ متوسطة المدى على البرّ. ووصف قائد «الحرس الثوري» الايراني الجنرال محمد علي جعفري خطاب ترامب ب «سخيف»، مندداً ب «اتهامات وقحة». ورأى وجوب «ألا تمرّ بلا ردّ»، وزاد: «سترى اميركا ردوداً اكثر إيلاماً، في العمل والسلوك والقرارات التي ستتخذها ايران خلال الشهور المقبلة». واعتبر أن «الأوان آن لنصحّح الحسابات الخاطئة لأميركا». وتعهد الناطق باسم القوات المسلحة الايرانية الجنرال مسعود جزائري «ألا تنسحب» بلاده من المواجهة بسبب «عنتريات ترامب وصراخه وأدائه لعبة الكاوبوي»، فيما قال الجنرال حسن فيروزآبادي، وهو مستشار عسكري للمرشد علي خامنئي: «أعزّي الشعب الاميركي برئيس مشابه». ووصف مادورو خطاب ترامب ب «عدوان من هتلر الجديد للسياسة الدولية، دونالد ترامب، ضد شعب فنزويلا»، فيما تحدث وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريازا عن «نظرية عنصرية وفوقية» تستحضر «الحرب الباردة»، وزاد: «لوهلة لم نعلم هل نستمع الى الرئيس (الأميركي الراحل رونالد) ريغان عام 1982 او الرئيس ترامب عام 2017». وأضاف: «لا نقبل تهديدات من الرئيس ترامب او أي فرد. نحن مسالمون ونريد علاقات يسودها احترام متبادل». واعتبر ان الرئيس الأميركي «تحدث بوصفه قائداً في الجيش يريد اجتياح دول أخرى». كذلك انتقدت كوبا تصريحات ترامب، اذ اعتبرتها «مهينة وغير مقبولة وتدخلاً في شؤونها». الى ذلك، وصفت هيلاري كلينتون التي نافست ترامب في انتخابات الرئاسة، خطابه ب «مظلم جداً وخطر»، فيما نبّه وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري الى أن الخطاب قد يضع الولاياتالمتحدة في عزلة وخطر».