وضعت كوريا الشمالية قواتها في حال تأهب قصوى في ظل تفاقم الأزمة مع واشنطن، مع توجيه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس تحذيراً شديد اللهجة إلى بيونغيانغ أمس، مشيراً خلال زيارته الحدود بين الكوريتين إلى أن «عصر الصبر الاستراتيجي» الأميركي مع بيونغيانغ ولى (للمزيد). وأثارت قلق روسيا إشارة بنس إلى تعامل بالمثل مع بيونغيانغ، بعد ضربات شنتها أميركا في سورية وأفغانستان أخيراً، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لا تقبل «الأعمال النووية المتهورة» التي تقوم بها بيونغيانغ، لكنه أعرب عن أمله بألا يُتخذ إجراء أميركي أحادي ضدها. وحذر لافروف من الرد على كوريا الشمالية بانتهاك القانون الدولي. وعبّر عن استعداد موسكو لإصلاح العلاقات مع واشنطن، مشيراً إلى أن روسيا ستحكم على مدى استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفعل الشيء ذاته من خلال تصريحاته. وأعاد دخول روسيا على خط المواجهة بين أميركا وكوريا الشمالية، إلى الأذهان ما وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه «أزمة صواريخ كوبية (تستعاد) بوتيرة بطيئة»، مشيرة بذلك إلى ترجيح أوساط مقربة من الرئيس دونالد ترامب لجوءه إلى خيار شن أعمال تخريب ضد بيونغيانغ، بدل الدخول في مواجهة مفتوحة معها. في الوقت ذاته، نقلت قناة «بلومبرغ» التلفزيونية أمس، عن مصادر لم تحددها أن كوريا الشمالية تجاهلت طلب ديبلوماسيين صينيين بارزين من بينهم وزير الخارجية الصيني وانغ يي عقد اجتماع مع المسؤولين الكوريين الشماليين، لمناقشة التوتر المتصاعد مع الولاياتالمتحدة. وأشارت «بلومبرغ» إلى أن وو دا وي المبعوث الصيني الخاص بالمسألة النووية الكورية الشمالية، كان بين المسؤولين الذين تجاهلت بيونغيانغ طلباتهم لعقد اجتماعات مع مسؤوليها. كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية مرتين الأسبوع الماضي، أنها لا تملك معلومات عما إذا كان وو سيتوجه إلى كوريا الشمالية. وصرح نائب الرئيس الأميركي خلال لقائه القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية هوانغ كيو- آن في سيول أمس، غداة اختبار صاروخي فاشل أجرته الدولة الشيوعية وبعد يومين من استعراض ضخم للصواريخ في بيونغيانغ، بأن الجانبين سيعززان الدفاعات المضادة لكوريا الشمالية عبر المضي قدماً في نشر نظام «ثاد» الصاروخي الدفاعي الذي تمسكت بكين أمس، بمعارضتها إياه. وأكد بنس أن إدارة ترامب لن تدير ظهرها للمنطقة المضطربة. وقال إن كوريا الشمالية يجب أن تفكر في تصرفات ترامب ونياته. وزاد: «شهد العالم في الأسبوعين المنصرمين قوة رئيسنا الجديد وبأسه، من خلال تحركات في سورية وأفغانستان. ستبلي كوريا الشمالية بلاءً حسناً بألا تختبر بأسه أو قوة القوات المسلحة الأميركية في هذه المنطقة». وكان ترامب أثار قلق جهات دولية عدة معنية بالملف الكوري وفي مقدمها بكين بعد ما كتبه في تغريدة على «تويتر»، أن «الولاياتالمتحدة ليست خائفة من مواجهة كوريا الشمالية بمفردها». وعلى رغم أن تجارب بيونغيانغ النووية والصاروخية تثير قلقاً متزايداً في واشنطن، فإن احتمال المواجهة بين الطرفين يشكل كابوساً لطوكيو وسيول اللتين تخشيان من استهدافهما ومن تعرض استقرار المنطقة للخطر.