كانت الساعة تشير الى 3:15 صباحاً، عندما وطئت قدماي مطار رفيق الحريري بالعاصمة اللبنانية بيروت، ولأنني كنت أتمنى النوم بأي ثمن، كنت أسابق المسافرين لإنهاء اجراءات الدخول لبيروت، والالتقاء بالسائق واذهب سريعاً للفندق. ركبت مع السائق واتخذنا طريقنا نحو الفندق. يالها من مسافة طويلة، على عكس ما قرأت عنه في شبكة الإنترنت، حيث وجدت ان المسافة لا تزيد عن 7 كم، لكن الحقيقة شعرت بأنني قطعت 50 كم! على رغم صغر مساحة لبنان، إلا انني اكتشف في كل مرة أزورها أن من قاس المسافات شخصاً فاشلاً في الرياضيات! مررنا بجانب المدينة الرياضية أو استاد بيروت الدولي، فسألت السائق عن مباريات الدوري اللبناني، فأجابني بأنه ليس من المهتمين، سألته عن ناديه اللبناني المفضل، فأقسم بأنه لا يشجع أي ناد لبناني. (أعرف بأنك كنت على سفر، لذلك إذا كانت تهمك نتيجة مباراة ريال مدريد وملقة، فقد تركتها بسداسية لمدريد، حتى أقلك الى الفندق)... هذا ما قاله السائق بعد ان ساد الصمت قليلاً. تعجبت من الموقف... كيف يتابع المرء مباريات البلدان الاخرى ولا يتابع مباريات بلده؟ ألا تعتقدون ذلك؟ فمهما كان مستوى اللعبة، فهذا لا يعني عدم المتابعة... أقول المتابعة وليس الحضور أو التشجيع! استفزني الموقف كثيراً، ولأن لدينا متسعاً من الوقت قبل الوصول للفندق، سألته: ألم تتابع مباراة العهد أو الانصار في مسابقة كأس الاتحاد الاسيوي؟ أجابني ببرود بأنه لم يعرف بمشاركتهما الآسيوية إلا من خلالي. حينها شعرت بأنني «أنفخ في جربه مقطوعة» فاستسلمت للصمت على أمل الوصول الى الفندق من دون منغصات! لا ألوم السائق على اجاباته، فقد يكون ضج من وضع كرة القدم المزري في بلاده، لكنني متأكد أن قرار حرمان الجماهير من حضور المباريات له دور أكبر في ابتعاد الجمهور اللبناني عن متابعة كرة بلادهم، بأمر من؟ بأمر اتحاد كرة القدم! لا أعرف كيف يتخذ اتحاد كرة هذا القرار وبغض النظر عن الأسباب، استغرب من التواجد الجماهيري في مباريات لعبة كرة السلة؟ ليس ذلك فقط، فمن خلال ما قرأته، فهناك مشكلة تحديد الملاعب والمباريات. لا أجد تفسيراً مقنعاً سوى ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم غير ناجح في تنظيم مسابقة كرة القدم! بعض الدول تبحث عن جمهور وتحاول مراضاتهم بدفع مكافآت ووضع مسابقات ليكسب جمهوره، وفي لبنان تحرم الجماهير من أبسط حقوقها وهي حضور المباريات! لذلك لا ألوم السائق عندما سألته عن ملعب برج حمودة، فأجابني: تقصد المنطقة أم الملعب؟ لله في خلقه شؤون. [email protected]