اتهمت بنغلادش ميانمار بانتهاك مجالها الجوي مرات، وحذرت من أن أي «أعمال استفزازية أخرى قد تؤدي الى عواقب وخيمة»، ما يثير احتمال تدهور العلاقات المتوترة فعلاً بين البلدين بسبب أزمة عبور اكثر من 409 آلاف من مسلمي الروهينغا من منطقة راخين غرب ميانمار إلى بنغلادش منذ 25 آب (اغسطس) الماضي هرباً من عمليات ينفذها جيش ميانمار ضد متمردين مسلحين، وهو ما تصفه الأممالمتحدة بأنه «مثال صارخ على تطهير عرقي». واشارت بنغلادش الى ان طائرات بلا طيار ومروحيات من ميانمار خرقت مجالها الجوي ثلاث مرات في 10 و12 و14 الجاري، واستدعت أحد كبار مسؤولي سفارة ميانمار في دكا لتقديم شكوى، فيما ردت حكومة ميانمار بأن لا معلومات لديها عن هذه الحوادث، مطالبة بتعاون البلدين وتفاهمهما القوي في مواجهة أزمة اللاجئين». وتوجهت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد الى نيويورك، حيث ستدعو امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الى التضامن الدولي مع بلدها في مواجهة ازمة لاجئي الروهينغا، والضغط على ميانمار لإعادة هؤلاء اللاجئين الى ديارهم». وكانت الصين انضمت إلى دعوة مجلس الأمن إنهاء العنف، في حين ذكرت وسائل إعلام في ميانمار أن سفير الصين لدى ميانمار أبدى دعمه تصرفات الحكومة. وفي كلمة ألقاها أمام جنود متدربين، قال قائد الجيش في ميانمار الجنرال مين أونج هلاينغ: «اشتباكات راخين محاولة من المتمردين لتأسيس معقل». ودعا الجنود الى التزام كل القوانين والقواعد، وبينها تلك الواردة في اتفاقات جنيف. كما طالب بأن تكون وسائل الإعلام موحدة، وألا يعتمد الناس «على المنظمات الأجنبية». وفي مدينة كوكس بازار ببنغلادش حيث تنتشر المخيمات العشوائية للاجئين على مساحات شاسعة، وسط مخاوف للأمم المتحدة والهيئات الانسانية الدولية من ان تخرج الأوضاع عن السيطرة، اعلنت الناطقة باسم منظمة رعاية الطفولة «يونيسيف» ماريكسي ميركادو ان «الحاجات لا تحصى ومعاناة الناس تتفاقم». وبدأت منظمة الصحة العالمية حملة تلقيح خصوصاً ضد الحصبة والحصبة الألمانية للاطفال الذين يشكلون نسبة 60 في المئة من اللاجئين. وتتدافع حشود هائلة يومياً لمحاولة انتزاع ملابس أو اغذية يلقيها من أعلى شاحنات مساعدات متطوعون بنغلادشيون يعملون بلا تنظيم. وقالت سونابهان، الأرملة البالغة 44 من العمر ووالدة أربعة اطفال: «عدد الناس يفوق كميات الطعام، لذا تسود الفوضى. يركض الأقوى الى الشاحنات ويحصلون على الطعام. لكن الأمر أكثر صعوبة للنساء والأطفال». ولا تزال المساعدات الدولية قليلة، وكلما وصلت شاحنة لتوزيع الماء او الطعام او الملابس يتدافع الحشد اليائس نحوها. واوضحت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة فيفيان تان، التي زارت الموقع، ان حكومة بنغلادش تحاول تنظيم نقاط التوزيع. وأشارت الى ان التوزيع العشوائي «يعكس كرم البنغاليين، لكنه يثير مخاوف في شأن امن اللاجئين الذين يتعرضون لخطر الدهس اثناء تحرك الشاحنات. كما ان توزع اللاجئين في مواقع ومخيمات ومواقع بناء عشوائية وقرى يضاعف من صعوبات الوصول اليهم في شكل منصف». وبدأت الأوامر التي أصدرتها الحكومة للجيش بتنظيم المساعدات تنعكس ميدانياً. وسينقل الجنود المساعدات الواردة إلى مطار كوكس بازار، كما سيباشرون بناء مخيم جديد سيشمل عند انتهائه بعد 10 أيام 14 ألف وحدة سكنية تكفل باستقبال 400 ألف لاجئ.