أعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف أن بلاده مستعدة لإرسال مراقبين عسكريين إلى سورية في حال اتخذ مجلس الأمن الدولي قراراً في هذا الشأن، وذلك في أول إشارة إلى احتمال نقل الاتفاقات التي يتم التوصل إليها في مفاوضات آستانة لإقرارها في مجلس الامن. وانطلقت أمس، الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة بحضور ممثلين عن المعارضة المسلحة والحكومة السورية. وقالت الخارجية الكازاخية في بيان، إن 24 ممثلاً عن فصائل المعارضة السورية يشاركون في المفاوضات، مع وفد الحكومة الذي يرأسه السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري. وتجنبت الخارجية الإشارة إلى احتمال عقد جلسات مباشرة بين الوفدين خلال هذه الجولة. وأفاد البيان أن وفود البلدان الضامنة لوقف النار، تركياوإيرانوروسيا، شاركت بنفس مستواها السابق، ويترأس الوفد الروسي المبعوث الرئاسي الخاص إلى التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، فيما شارك وفدا إيرانوتركيا برئاسة كل من نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أنصاري، ونظيره التركي سيدات أونال. ويشارك في المحادثات أيضاً المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ووفد أميركي برئاسة القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية في ملف التسوية الشرق أوسطية ديفيد ساترفيلد، ووفد أردني برئاسة مستشار وزارة الخارجية نواف وصفي التل. وعلى رغم أن الملف الأساسي الذي سيطر على محادثات الجولة الأولى من المفاوضات أمس، ركز على إقرار الخرائط وآليات العمل في مناطق خفض التوتر بعد التوصل إلى تفاهمات بين موسكو وطهران وأنقرة في شأن إعلان منطقة رابعة في إدلب. لكن إعلان الرئيس الكازاخي استعداد بلاده إرسال مراقبين إلى سورية، لفت الأنظار إلى نقاشات أوسع تجريها موسكو مع الأطراف الضامنة والبلدان المراقبة. خصوصاً أنه عكس رغبة روسية في نقل القرارات والاتفاقات التي تصدر عن جولة المفاوضات لإقرارها عن مجلس الأمن. إلى ذلك، نقل موقع «روسيا اليوم» الروسي الإخباري عن مصدر في الوفد الروسي أن تفاهمات تم التوصل إليها تقضي بمشاركة القوات التركية في مراقبة منطقة خفض التوتر في إدلب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، بينما تتولى القوات الروسية والإيرانية المراقبة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وأضاف أن مشاركة القوات التركية في عملية «تعد من أصعب الملفات المطروحة للنقاش في آستانة اليوم (أمس)». وأشارت مصادر أنه تم التوافق على 4 وثائق للتوقيع عليها في اختتام الجولة، فيما تجري نقاشات صعبة حول وثيقتين. بينما لفتت المصادر إلى وجود خلافات حول وثيقة متعلقة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين، ولم تستبعد أن يتم ترحيل النقاش في شأنها إلى جولة مقبلة. في الأثناء، نقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية عن مصدر في أحد الوفود المشاركة أن الإمارات ومصر والعراق والصين قد تنضم إلى عملية آستانة بصفة مراقبين. وكشف المصدر أن دولاً عدة قدمت طلبات للانضمام إلى العملية، خصوصاً مع تفهم ضرورة إطلاق عملية إعادة إعمار سورية، باعتبار أن هذا الملف ستكون له أولوية في النقاش فور إطلاق العملية السياسية. وأوضح أن كلاً من الإمارات ومصر والعراق والصين، عبرت عن رغبتها في حضور مفاوضات آستانة بصفة مراقبين. وتوقع أن تسفر المناقشات خلال الجولة الحالية عن طرح مقترحات جديدة في شأن توسيع قائمة المراقبين على العملية. في موازاة ذلك، أفادت تركيا بأنها تتوقع إمكانية توصيل مساعدات إنسانية لمحافظة إدلب في شمال البلاد والتي تخضع لسيطرة تحالف معارض تقوده «جبهة النصرة»، ذراع «تنظيم القاعدة» السابق في سورية. وقال إبراهيم كالين الناطق باسم رئاسة الجمهورية «نتوقع أن تصبح إدلب، على غرار مناطق عدم تصعيد أخرى، منطقة يمكن توصيل مساعدات إنسانية بسهولة إليها... تركيا ستتحمل كل مسؤولياتها تجاه هذا الأمر». وقالت تركيا الشهر الماضي إنها تحد من تحرك المساعدات غير الإنسانية إلى إدلب لأن المنطقة تخضع لسيطرة «منظمة إرهابية».