أكد الرئيس الافغاني حميد كارزاي ان كابول وحلفاءها الغربيين على اتصال بمقاتلي حركة «طالبان»، لكن التوصل الى حل قد يستغرق بين سنة وثلاث سنوات. وقال في مقابلة بثتها القناة الاخبارية الرابعة في التلفزيون البريطاني وأجريت خلال زيارته الاخيرة للندن حيث اجرى محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون: «نحاور بعض أعضاء طالبان مباشرة، وتتزايد الاتصالات عبر المجلس الاعلى للسلام في أفغانستان» الذي تأسس العام الماضي سعياً إلى انهاء عقود من العنف في البلاد عبر التفاوض. وأضاف: «يجري شركاؤنا الدوليون اتصالات ايضاً». وأقرّ كارزاي بوجود خلاف مع الحلفاء الغربيين حول الاستراتيجية في أفغانستان، وقال: «أبلغت حلفاءنا أن التحرك العسكري في افغانستان يجب أن ينحسر للسماح بإجراء مفاوضات». وفي اتصال هاتفي اجراه مع كارزاي، ابدى الرئيس الأميركي باراك اوباما «اسفه الشديد» لسقوط قتلى مدنيين في عمليات عسكرية نفذت في افغانستان اخيراً، وأسفرت احداها عن مقتل تسعة مدنيين في غارة جوية شنها التحالف الدولي في ولاية كونار (شمال شرق). وقال كارزاي اول من امس ان القتلى هم تسعة اطفال كانوا يجمعون الحطب، وحذر من ان القوات الدولية في افغانستان ستواجه «مشاكل كبرى» اذا لم يتوقف «القتل اليومي للمدنيين الابرياء». وأفاد مكتب الرئاسة الافغانية ان كارزاي ابلغ اوباما ان «ارتفاع عدد الضحايا المدنيين مشكلة خطرة»، علماً انه حذر سابقاً من ان هذه الحوادث قد تؤدي الى سحب التأييد الممنوح لادارته ويحولها الى «طالبان». وفي واشنطن، تحفظ العضوان الجمهوريان في مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد لوغار وبوب كوركر على سياسة بلدهما في أفغانستانوباكستان، وقالا ان «الاوضاع تنجرف هناك». وصرح كوركر الذي سافر الى المنطقة اخيراً في جلسة للجنة الشؤون الخارجية بأن «باكستان أكثر مكان مثبط للهمم في العالم». ووصلت العلاقات الاميركية الباكستانية التي عانت طويلاً من شكاوى واشنطن من عدم بذل إسلام آباد جهوداً كافية لملاحقة متشددين يشنون هجمات على القوات الاميركية في أفغانستان، الى أدنى مستوياتها بعد سجن عميل في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي أي) بسبب قتله باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال كوركر ان «العلاقة تعتمد على التعامل في الاساس، لكننا نطبق ذلك وحدنا حالياً، لذا لن ابدي حماسة لأي تمويل اضافي لباكستان حتى ارى نمطاً مختلفاً من السلوك».