نقل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه «يدعم تحييد لبنان (عن الصراعات في المنطقة) في شكل كبير، بخاصة أن لبنان تمكن من أن يحمي نفسه من كل التداعيات التي حصلت من حوله». وأبلغ الحريري «الحياة» قبل لقائه الرئيس الروسي أنه لمس تفهماً من خلال محادثاته أول من أمس مع كل من نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، لمطلبه ضرورة «تضمين أي اتفاق سياسي في سورية بنداً حول العودة الآمنة للنازحين السوريين» إلى بلدهم. وقال في هذا الصدد: «نحن مطمئنون للموقف الروسي وروسيا واعية لهذا الموضوع وتعرف جيداً حجم مشكلة النازحين». وتوج الحريري زيارته روسيا التي استمرت 3 أيام، بلقائه بوتين أمس في سوتشي لساعة وربع الساعة، بحثا خلالها أوضاع المنطقة وسورية ولبنان. ومما قاله الحريري بعد الاجتماع رداً على سؤال، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سيزور روسيا «كما فهمنا، ونحن نرى أن هذه العلاقات تاريخية وإن شاء الله تحقق نتائج إيجابية للعالمين العربي والإسلامي». وقالت مصادر الحريري ل «الحياة» إن عودة النازحين السوريين احتلت حيزاً رئيساً في المحادثات وإن بوتين أبدى تفهماً للعرض الذي قدمه الحريري عن الأعباء التي يتحملها لبنان بسبب استضافتهم، في ظل ظروفه الاقتصادية الصعبة، ما يتطلب تعزيز الشراكة الدولية لخفض هذه الأعباء. وحول الوضع في سورية قال: «بالنسبة إلى الرئيس بوتين وإليّ، الاستقرار في سورية يمر الآن بمراحل عدة، وهذه بداية مرحلة. هناك مناطق تشهد خفضاً للتوتر ومن المهم جداً أن تكون كل الدول التي تشرف مع روسيا على الأمر صادقة... ومن بعدها يبدأ الحل السياسي». وكان الحريري قال في تصريحاته ل «الحياة» إن الدور الروسي «مهم وإيجابي، والحوارات الروسية– الأميركية أفضت إلى تخفيف التوتر في سورية». وأوضح الحريري أنه تناول مع بوتين والمسؤولين الذين التقاهم «مساعدة لبنان عسكرياً وشراء بعض المعدات الروسية (للقوات المسلحة اللبنانية) في شكل يكون هناك خط اعتماد للبنان». وأكد أن «هناك تعاوناً كبيراً في تبادل المعلومات الاستخباراتية بيننا وبين المخابرات الروسية» لمحاربة الإرهاب. وأكدت مصادر الحريري أن الجانب الروسي مع تقديم تسهيلات في سداد أثمان الأسلحة التي يحتاج إليها الجيش. وذكرت المصادر ل «الحياة» أن هناك تقديراً روسياً للإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني في طرد المجموعات الإرهابية من الجرود البقاعية. وعن التعاون الاقتصادي قال الحريري: «نتطلع إلى الشركات الروسية لتستثمر في مشاريع عدة في لبنان وللتنقيب عن الغاز ولديها فرص حقيقية للنجاح». وعن دور لبنان في إعمار سورية قال: «إلى أن ينتهي الحل السياسي في سورية، عندها قد يكون لبنان محطة لإعادة إعمارها». وعلمت «الحياة» أن المحادثات تطرقت إلى تسهيل سمات الدخول لرجال الأعمال والسياح إلى لبنان، وتشكيل لجنة تواصل بين البلدين لذلك، فضلاً عن استعداد موسكو لتسهيل تصدير منتوجات زراعية إليها. وفي نيويورك شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن دعم الجيش اللبناني وتقوية دوره خصوصاً في جنوبلبنان «عنصر أساسي للحفاظ على الاستقرار في المنطقة» في ضوء «خطر النزاع بين إسرائيل وحزب الله". وقال أمس رداً على سؤال «بالنسبة الى خطر النزاع بين إسرائيل وحزب الله، يجب تقوية الجيش اللبناني ليكون عنصر استقرار في المنطقة، ونحن نتابع باستمرار أيضاً التأكد من فعالية مهمة» القوة الدولية في جنوبلبنان «اليونيفيل، ولكن المفتاح يكمن في تقوية الجيش اللبناني ودوره، خصوصاً في جنوبلبنان».