واصل حزب الله أمس ادعاءاته بانتصاره والنظام السوري على تنظيم داعش، محاولا الضغط على الدولة اللبنانية لإعادة العلاقات بين بيروت ودمشق، كونهما كما يزعم حزب الله تشتركان في حرب داعش، فيما لفت مراقبون إلى أن هذه الدعوات في وسائل الإعلام والخطابات السياسية في فريق الثامن من آذار الموالي لحزب الله، تأتي لأجل حل أزمة اللاجئين السوريين التي باتت عبئا على لبنان، مشيرين إلى أن فريق الرابع عشر من آذار يرفض قطعيا التحاور مع النظام السوري وأنه يفضل حل مسألة اللاجئين عبر المؤسسات الدولية دون الدخول في محادثات مع نظام الأسد. موقف الحريري تزامن ذلك مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري باريس والتي جاءت بعد انتصار الجيش اللبناني في معركة «فجر الجرود» على تنظيم داعش وطرده من الحدود اللبنانية – السورية، مما أتاح للحريري التأكيد على أهمية الجيش في حماية لبنان، كونه الممثل الأساسي والوحيد للشرعية في وجه الميليشيات. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد أكد خلال اللقاء الذي جمعه بالحريري، على دور الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب وسعيه لتقوية أوجه التعاون بين لبنانوفرنسا على صعيد دعمه والقوى الأمنية اللبنانية، لافتا إلى أن لبنان أول دولة تتلقى المساعدات نظرا لعدد النازحين السوريين الكبير الموجود على أراضيها، مما يشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا غير مسبوق على كاهلها، مشيرا إلى أن فرنسا ستنظم خلال الأشهر الأولى من العام القادم مؤتمراً لعودة النازحين السوريين إلى وطنهم. دعم الجيش في سياق مواجهة الإرهاب على الحدود اللبنانية، طالب الحريري بضرورة «دعم الجيش اللبناني الذي يؤدي إلى تقوية الدولة ومؤسساتها وتمكنه من مكافحة الإرهاب»، عاقدا أملا كبيرا على المساعدات التي قد يقرها المؤتمر المتوقع عقده في إيطاليا لدعم الجيش اللبناني. وعلق الحريري على الموقف من حزب الله، بأن الساسة في لبنان توافقوا على وضع المسائل الخلافية الجذرية في ما يتعلق بدوره في لبنان وانغماسه في الحرب السورية، كي لا يؤثر ذلك على عمل الحكومة والدولة والاقتصاد، مؤكدا على سعي الحكومة اللبنانية إلى «تعزيز كل مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش اللبناني».