كشفت مصادر ل«الحياة» أن الخلية الاستخباراتية التي تم القبض على عناصرها، أسهمت في التحريض بشكل مباشر وغير مباشر ضد أمن السعودية ورموزها، منوهة بأن هذه المجموعة لها تاريخ طويل في التواصل والإسهام في أنشطة مشبوهة تضر بأمن الدولة واللحمة الوطنية. وأكدت المصادر أن المجموعة شاركت بصفة مستمرة في المؤتمرات واللقاءات والندوات المشبوهة، كما أنها نشطت في استقطاب وتجنيد الشباب في نشاطات معادية، موضحة أن أعضاء الخلية الاستخباراتية لهم ارتباط بدعم مباشر وغير مباشر بتنظيمات معادية للمملكة، وسبق إيقاف تلك المجموعة والتنبيه عليهم بإيقاف أنشطتهم العدائية ضد السعودية. وقال مصدر مسؤول في رئاسة أمن الدولة في بيان صادر عنها أول من أمس: «إن رئاسة أمن الدولة تمكنت خلال الفترة الماضية من رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لمصلحة جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي، بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية». وأكد المصدر تحييد خطرهم، والقبض عليهم بشكل متزامن، وهم سعوديون وأجانب، ويجري التحقيق معهم للوقوف على كامل الحقائق عن أنشطتهم والمرتبطين معهم في ذلك، وسيعلن ما يستجد بهذا الصدد في حينه. وأكد الخبير السياسي الدكتور أنور عشقي في حديثه ل«الحياة» أن «عملية القبض على الخلية الاستخبارتية حرفية بصورة قوية جداً، وتعد الأولى لجهاز رئاسة أمن الدولة وإنجاز كبير لهذا الجهاز الحديث، إذ تم تتبع هذه الخلية منذ تأسيسها، وتم القبض على أفرادها، الذين تم القبض عليهم بالجرم المشهود». وقال: «جهاز أمن الدولة استطاع بمهارته الوصول إلى من هم وراء تلك الخلية التجسسية، إذ أشارت بعض وسائل الإعلام السعودية المحلية، إلى أن تلك الخلية مدعومة من دولتين تدعم تنظيم الإخوان، وإحدى تلك الدول لها علاقة مباشرة بالحوثيين»، منوهاً في الوقت ذاته بأنه سيتم الكشف في القريب عن الداعمين لتلك الخلية بشكل مباشر أمام العالم أجمع. وزاد: «الإرهابيان اللذان تم القبض عليهما، وهما من الجنسية اليمنية، استخدما أسماء وهوايات مزورة، ومع ذلك استطاع جهاز أمن الدولة الوصول إليهم، وهذا يذكرنا بأحداث 11 سبتمبر عندما استخدم الإرهابيون جوازات سفر سعودية ولم يكونوا سعوديين». من جهته، أكد المحلل السياسي الدكتور أحمد الأنصاري في حديثه ل«الحياة» أن السعودية عنصر مهم في المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، وتعد على رأس قائمة الدول المكافحة للإرهاب، وقال: «السعودية عملت على تنظيم ثلاث قمم جميعها تدعو إلى مكافحة الإرهاب، وهي القمة الخليجية - الأميركية، والعربية - الأميركية، والإسلامية - الأميركية في الرياض قبل أشهر، وكل مخرجات تلك القمم تدعو إلى مكافحة الإرهاب بشتى أنواعه، كما أن السعودية أنشأت مركزاً متخصصاً في مكافحة الإرهاب محلياً، إضافة إلى إنشائها آخر في الأممالمتحدة، وبالتالي فإن أعداء السعودية والإرهابيين يحاولون الانتقام من الدولة التي تتزعم مكافحة الإرهاب وهي السعودية». واستطرد بالقول: «الجميع يعلم أن هنالك مجموعات إرهابية عدة تعمل على زعزعة الأمن محلياً وتفريق اللحمة الوطنية، ويعلم الجميع أن النظام الإيراني يقف خلفها، وانضم حديثاً له عنصر جديد عمل على مدار 20 عاماً الماضية على زعزعة الأمن في المنطقة». ولفت الأنصاري إلى أن تلك المجموعات تستهدف فئة الشباب بسبب ما تتميز به هذه الفئة من الاندفاع وعدم تقديرها لعواقب الأعمال التي تقوم بها، وقال: «من السهل جداً استدراج فئة الشباب واللعب على مشاعرهم سواء من النواحي العاطفية أم المادية، وبالتالي من السهل تجنيدهم، لذا نرى دائماً المنفذين للأعمال الإرهابية هم من الشبان وصغار السن». وأشار الأنصاري إلى أن أعضاء الخلايا التجسسية دائماً يتميز أعضاؤها بكبر السن، ويعملون في مراكز حساسة، وهم في الغالب يقوموا بتجنيد صغار السن لاستخدامهم في تنفيذ أجندتهم.