لم يلتفت الإعلام الإسرائيلي إلى المؤتمر الذي عقده مساء أمس حزب «الاتحاد القومي- تكوما» الديني، الجناح الأكثر تطرفاً في تحالف حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، بقدر التفاتته إلى التهنئة التي بعث بها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عبر شريط فيديو إلى أعضاء المؤتمر مهنئاً، مع علمه أن على رأس مداولات المؤتمر إقرار خطة «الترحيل المدفوع الثمن» لفلسطينيين ليغادروا وطنهم وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 للسيادة الإسرائيلية، في الوقت الذي رفض زعيم «البيت اليهودي» نفسه الوزير نفتالي بينيت الدعوة لحضور المؤتمر. وقال نتانياهو في تهنئته: «أبارك جميع المشاركين في هذا المؤتمر... سعدت بأن المؤتمر يبحث مستقبل أرض إسرائيل، ونؤكد لكم أننا سنواصل بناء الدولة في الجبل والغور والجليل والمثلث وفي يهودا والسامرة أيضاً (الضفة الغربية)». ومن المفترض أن يكون المؤتمر أقر ليل الاثنين- الثلثاء الخطة السياسية التي عرضها النائب الأكثر عنصرية في الكنيست بتسالئيل سموتريتش تحت عنوان «خطة الحسم»، وتقوم على إطلاق حملة واسعة على شبكة الإنترنت تقضي بدفع مبالغ مالية لفلسطينيين يوافقون على الرحيل إلى دول عربية. ورفض سموتريتش تسمية خطته ب «ترانسفير»، وقال إن استطلاعات لديه تفيد أن 30 في المئة من فلسطينيي القدسوالضفة الغربية المحتلتين يرغبون بمغادرتهما، و «أنا أريد أن أساعدهم بكل نزاهة في مقابل تعويض مالي كامل وليس بالإكراه»، مضيفاً أن هذا الترحيل «أقل تكلفة من الحرب والعمليات العسكرية التي نقوم بها ضد الفلسطينيين بين الفترة والأخرى». كما تقترح خطة سموتريتش تفكيك السلطة الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ومضاعفة عدد المستوطنين فيها، على أن يمنح الفلسطينيين حقوقاً كاملة باستثناء التصويت للكنيست، إلا إذا خدموا في الجيش. وأضاف أن الهدف هو شطب مصطلح الدولة الفلسطينية من وعي الفلسطينيين وميدانياً، و «ليس صحيحاً أن اليأس يولّد الإرهاب إنما الأمل في إقامة دولة فلسطينية، وأعتزم اقتلاع هذا الأمل».