طرابلس - رويترز، أ ف ب - ألقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي باللوم أمس الأربعاء على تنظيم «القاعدة» في إثارة الاضطرابات في بلاده، وقال لمؤيديه إن هناك مؤامرة للسيطرة على ليبيا وعلى نفطها. وقال القذافي إن عدد قتلى الاضطرابات التي أثارها «إرهابيون» لا يتجاوز 150. وأبلغ حشداً من أنصاره في خطاب بثه التلفزيون الحكومي أنه إذا دخلت الولاياتالمتحدة أو قوى أجنبية ليبيا فستواجه حرباً دامية. وأضاف الزعيم الليبي، الذي بدا واثقاً وهادئاً ومنكراً لسيطرة الثوار الساعين إلى إنهاء حكمه الذي بدأ قبل 41 عاماً على مساحات شاسعة من البلاد، أنه مستعد لبحث تغيير دستوري وقانوني من دون اللجوء إلى السلاح أو الفوضى، وأنه مستعد حتى للتحدث مع «القاعدة». وقال: «أنا مستعد لأناقش أيَّ واحد منهم، أيَّ أمير من أمرائهم، لكنهم لا يريدون النقاش... ليس لديهم مطالب أبداً: قتال وخلاص!». وتابع: «هناك مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي... على الأرض الليبية... لاستعمار ليبيا مرة أخرى. وهذا مستحيل، مستحيل... سنقاتل إلى آخر رجل وآخر امرأة للدفاع عن ليبيا من أقصاها إلى أقصاها... من شمالها إلى جنوبها». وأضاف متحدثاً لأنصاره الذين قاطعوا خطابه بشعارات الدعم والولاء، أن حرباً دامية ستدور، وأن الآلاف من الليبيين سيموتون إذا تدخلت الولاياتالمتحدة أو حلف شمال الاطلسي. وقال إن الليبيين لن يقبلوا أن يصبحوا عبيداً مرة أخرى مثلما كانوا عبيداً للاستعمار الإيطالي. وبشأن تسلسل الأحداث التي أشعلت الاضطرابات قال القذافي: «خلايا صغيرة نائمة تتبع القاعدة تسلل أفرادها من الخارج تدريجياً». وكان الزعيم الليبي قال في خطاب سابق إن المحتجين على حكمه تعرضوا لغسيل مخ من أسامة بن لادن ويتناولون حبوب الهلوسة. وقال القذافي، الذي كان يرتدي ثياباً بيضاء وعمامة بنية، إن خلايا «القاعدة» هاجمت قوات الأمن واستولت على أسلحتها، وإن الخلايا انتقلت إلى بنغازي ودرنة بعدما هاجمت البيضاء. وأضاف القذافي (68 عاماً) أن جماعات سرية تستنفر الناس، وأن تقارير وسائل الإعلام كانت مغلوطة. وقال إنه لا يوجد سجناء سياسيون في ليبيا. ودعا الزعيم الليبي المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة لتقصّي الحقائق لمعرفة عدد القتلى في الاضطرابات، وقال: «لا أميركا ولا فرنسا ولا روسيا ولا أي دولة تسمح لأناس بأن يهاجموا ثكنة عسكرية ومراكز الشرطة ويأخذوا سلاحها ويخرجوا إلى الشارع ولا تتم مقاتلتهم... بل ستقاتلهم». وأبلغ القذافي الحشد، أن العالم لا يفهم النظام الليبي الذي يضع السلطة في أيدي الشعب. وأضاف في احتفال بمناسبة إعلان ليبيا جماهيرية في عام 1977، أن معمر القذافي «ليس عنده سلطة ولا هو رئيس يستقيل ولا عنده برلمان يحله». وقال مشيراً إلى من يشكك في أن ليبيا لا يحكمها الشعب: «نحن نتحداه ونضع أصابعنا في عيونه بقوة... نتحداه أن يأتي إلى الشعب الليبي ويعرف الحقيقة». وقال: «النظام السياسي في الجماهيرية هو السلطة الشعبية المباشرة. الشعب الليبي هو حر... حر في ممارسة السلطة بالكيفية التي يراها». ومضى يقول: «أنا ليس عندي منصب أستقيل منه مثل رؤساء الدول الأخرى». وخلال المناسبة، انتزعت امرأة ترتدي ملابس سوداء وغطاء رأس أخضر الميكروفون وقالت للقذافي إنه لن يرحل أبداً، ووصفته بأنه سيف لا يلين. ودعا القذافي مؤيديه المتحمسين إلى الهدوء. وبشأن التغطية الإعلامية للانتفاضة، قال القذافي إن كل الأخبار جاءت من «الدوائر الخارجية والإذاعات الخارجية... ليس هناك شيء من الداخل إطلاقاً... كل شيء من الخارج». وهدد القذافي أيضاً باستبدال شركات البترول الغربية العاملة في ليبيا والتي سحبت عمالها بسبب اعمال العنف التي تشهدها البلاد، بشركات صينية وهندية. وقال: «سنجلب شركات هندية وصينية بدل الشركات الغربية». وأضاف: «فليفهم الجميع بأننا سنموت كلنا دفاعاً عن النفط الليبي». وتعليقاً على قيام مؤسسات دولية انسانية بشكل خاص بإرسال مساعدات الى النازحين بشكل خاص، قال الزعيم الليبي: «أي شخص يفتح الباب للمساعدات الخارجية يفتح أبواب ليبيا للاستعمار»، مضيفاً: «نحن لسنا دارفور، من يفتح هذا الباب يرتكب خيانة عظمى بحق ليبيا». ووعد الزعيم الليبي أيضاً بالعفو عن كل من يسلّم سلاحه من الليبيين «الذين غُرِّرَ بهم» وشاركوا في الانتفاضة ضد نظامه. وقال: «كل مَن يسلم سلاحه من الذين غُرر بهم ويعود الى أهله يُعفى عنه». وتابع: «نرجو من أهلنا هناك أن ينتزعوا السلاح من أولادهم وسنعفو عنهم، اما الذين يحركونهم، فسوف نسمح لهم بالهرب». وأعلن أيضاً أن سيطرة المسلحين المعارضين له على مدن ليبية «لا يمكن ان تستمر». وقال: «لا أحد يسمح أن تكون في بلاده مجموعات مسلحة تُرهب السكان، هذا لا يمكن ان يستمر، ولا بد من القضاء عليه... وإذا عجزنا عن ذلك بالوسائل السلمية، لا يجب ان نترك بلادنا على هذا الشكل».