أبدى السفير الروسي في القاهرة سيرغي كيريتشنكو استعداد بلاده ل"مساندة مصر فى أزمة سد النهضة"، فيما أشار إلى عمق العلاقات التى تربط البلدين. جاء ذلك في كلمة له على هامش الاحتفال باليوبيل الذهبي (مرور 50 عاماً) لذكرى تحويل مجرى نهر النيل وإنشاء السد العالي، أمس. وأشار السفير الروسي إلى عمق العلاقات التى تربط مصر وروسيا، وأكد أنها تمتد منذ عهد الزعيم المصري جمال عبد الناصر، ورئيس الإتحاد السوفياتي نيكيتا سيرغيفيش خروتشوف. وقال: "لن نتأخر عن مساندة مصر فى أزمة سد النهضة، إذ إننا نتابع عن كثب الجهود المصرية لحل هذه الازمة وسنتدخل فى الوقت المناسب". وشهدت الأشهر الأخيرة، توتراً للعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي يثير مخاوف داخل مصر، حول تأثيره على حصتها من السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 بليون متر مكعب، وتأثيره على أمنها القومي في حال إنهيار السد الذي يقع في مدينة (قوبا) على بعد 235 كيلو متراً من مدينة (أسوسا) حاضرة إقليم بني شنقول جمز. وأوضح أن "روسيا ستظل تدعم المواقف المصرية حيث إن كل اللقاءات التى جمعت المسؤولين بين البلدين خلال الفترة الأخيرة تناولت المصير المشترك للبلدين ودعم مجالات التعاون بينهما". ولفت إلى أن "المشاركة الروسية فى إنشاء السد العالي لن تتوقف عند هذا الحدث، حيث أن الخبراء الروس على أتم الإستعداد لمعاونة مصر إذا طلبت الأخيرة". وأكد محافظ أسوان، مصطفى يسرى، أن الحكومة المصرية تتطلع حاليا لإقامة مشروعات مشتركة مع الجانب الروسي. ووصل إلى القاهرة السبت الماضي، وفد من الخبراء والمهندسين الروس الذين شاركوا في بناء السد العالي، للإحتفال باليوبيل الذهبي لتحويل مجرى مياه نهر النيل، وهي خطوة مهدت لبناء هذا الخزان المائي الضخم، الذي يعتبره مصريون من أبرز إنجازات عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ويتزامن ذلك مع تنامي معلن في العلاقات بين الجانبين المصري والروسي، مؤخراً، والذي عده معلقون صحفيون "ورقة ضغط" تستخدمها السلطات الحالية في مصر على الجانب الأميركي، الغريم التقليدي لروسيا، والذي علق مساعدات للقاهرة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وفي منتصف أيار (مايو) 1964، جرى تحويل مياه نهر النيل تمهيداً لبناء السد بتمويل وخبرة هندسية روسية، بينما تم احتفل رسميا بافتتاح السد في 15 كانون الثاني (يناير) 1971. وكانت مصر والإتحاد السوفيتي السابق (روسيا حالياً) حليفين وثيقين حتى السبعينات عندما تقاربت القاهرة مع الولاياتالمتحدة التي توسطت في معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل عام 1979.