استدعت وزارة الخارجية المصرية، أمس السفير الإثيوبي لدي القاهرة محمود دردير، وأبلغته رفضها لتحركات بلاده في بناء "سد النهضة". وقالت صحيفة "الأهرام"، عبر موقعها الالكتروني إن نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية السفير علي الحفني ومسؤولين من الوزارة التقوا دردير، و"عبَّروا له عن رفض مصر لهذا الإجراء والإصرار على الُمضي في عملية بناء سد النهضة قبل التوصل الى اتفاق ينهي الخلافات القائمة بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان". ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي مصري مطلع قوله "إن وزارة الخارجية تتابع بشكل دقيق ما تقوم به إثيوبيا من تحركات خلال الفترة الماضية نحو بناء سد النهضة"، مشدداً على أن الوزارة بانتظار التقرير الذي سيصدر عن اللجنة الفنية الثلاثية المنعقدة حالياً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث الآثار الفنية للسد، والذي سيصدر خلال الساعات القليلة المقبلة". وأضاف المصدر "أن تحويل مجرى النيل الأزرق بإثيوبيا لن يؤثر على حصة مصر من المياه"، معتبراً أنها خطوة كانت متوقعة في ظل الخطوات التنفيذية لبناء السد. وفي الخرطوم، نفت وزارة الخارجية السودانية تصريحات منسوبة لسفيرها لدى مصر وصف فيها قرار اقامة سد النهضة الاثيوبي "بالصادم". وحمل التوضيح نفي سفير السودان بالقاهرة كمال حسن علي صدور تصريح منه يصف ما قامت به الحكومة الأثيوبية في هذا الصدد ، بأنه " صادم " وأن السودان ومصر قد تلجآن للجامعة العربية لمواجهة التحرك الإثيوبي. وكشفت الخارجية عن وجود مشاورات وتفاهمات بين السودان وأثيوبيا ومصر حول مشروع سد النهضة مشيرة الى ان الجهات الفنية بوزارة الكهرباء والموارد المائية السودانية اكدت أن الخطوة الأثيوبية الأخيرة لا تسبب للسودان أي أضرار. وكان أسامة عبدالله محمد الحسن وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني وصل في وقت سابق إلى مصر في زيارة تستغرق يوما واحدا يلتقى خلالها عدداً من المسؤولين. وصرحت مصادر مطلعة كانت في استقبال الحسن بأنه سيبحث في القاهرة تداعيات الإعلان الإثيوبي بشأن تحويل مجرى نهر النيل الأزرق فى إطار تشييد سد النهضة ومدى تأثير ذلك على حصة دولتي المصب السودان ومصر من كمية المياه المنصرفة من النهر إضافة لتنسيق التحرك المشترك بين مصر والسودان لبحث القرار الإثيوبى المفاجئ والصادم. وكانت الحكومة الإثيوبية بدأت أول من أمس، عملية تحويل مجرى النيل الأزرق (أحد رافدين رئيسيين يشكلان نهر النيل في منطقة المنابع إلى جانب النيل الأبيض) إيذاناً ببداية العملية الفعلية لبناء سد النهضة، فيما تسود مصر حالة من القلق من أن يؤدي بناء السد إلى الإضرار بحصة مصر من مياه نهر النيل والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.