أعلنت الحكومة الاثيوبية، مساء أمس، على نحو مفاجئ، أنها ستبدأ العمل اليوم في تحويل مجرى النيل الازرق (أحد روافد نهر النيل) إيذانا ببداية العملية الفعلية لبناء سد النهضة. ويتوقع أن تثير تلك الخطوة غضب دولتي المصب، وهما مصر والسودان، اللتان تخشيان من أن يؤثر بناء سد النهضة علي حصتيهما من مياه النيل، وقال المتحدث باسم الحكومة الأثيوبية بريخيت سمؤون، في تصريحات للتليفزيون الاثيوبي الرسمي مساء أمس، أن بلاده ستبدا غدا في تحويل مجرى النيل الازرق قرب موقع بناء "سد النهضة"، وذلك للمرة الاولى في تاريخ نهر النيل. ووصف سمؤون يوم بدء العمل في تحويل مجرى النيل الازرق ب"التاريخي، والذي سينحت في ذاكرة الاثيوبيين"، بحسب قوله. وكانت مصر واثيوبيا قد اتفقتا علي "ضرورة مواصلة التنسيق بينهما في ملف مياه نهر النيل، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، واستنادًا الى التزام كل طرف بمبدأ عدم الإضرار بمصالح الطرف الآخر"، بحسب مصدر مقرب من الرئاسة المصرية. وأوضح المصدر أن هذا التأكيد جاء خلال لقاء الرئيس المصري محمد مرسى مع رئيس وزراء أثيوبيا هايلي ماريام ديسالن، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا السبت الماضي، علي هامش المشاركة في أعمال القمة الاستثنائية لقادة دول وحكومات الاتحاد الافريقي؛ احتفالاً بالذكرى ال50 (اليوبيل الذهبي) لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، التي تغير اسمها الى "الاتحاد الإفريقي". واستبقت أثيوبيا بتلك الخطوة، البدء في تغيير مجرى النيل الأزرق، نتائج التقرير المتوقع أن تقدمه اللجنة الثلاثية الدولية المكلفة بتقييم سد النهضة، والمزمع الانتهاء منه نهاية شهر مايو الجاري. وكان علاء الظواهري، عضو باللجنة الفنية الوطنية المصرية لدراسة سد النهضة، قد صرح ل"الأناضول" قبل يومين بان اللجنة ستوصي في تقريرها بمزيد من الدراسات حول آثار تشغيل السد على (حصتي) مصر والسودان (من مياه النيل). ومضى الظواهري موضحًا أن "الدراسات التي قدمها الجانب الأثيوبي بشأن سد النهضة لم تكن كافية لإثبات عدم الضرر علي مصر من بناء السد"، وهو ما سيدفع باللجنة الثلاثية الى المطالبة بإجراء دراسات إضافية يقوم بها الخبراء الدوليون في اللجنة، وعددهم 4 خبراء". حقوقى: سد النهضة كارثة على مصر بكل المقاييس: قال محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، إن سد النهضة الذى يتم بناؤه الآن فى إثيوبيا هو كارثة لمصر والسودان بكل المقاييس، خاصة بعد الفشل المعتاد للرئيس مرسى فى زيارته الأخيرة لإثيوبيا ورفض الرئيس الإثيوبى مقابلته ورجوعه يجر أذيال الخيبة. وأضاف عبد النعيم، فى تصريح ل(اليوم السابع)، أنه تم الانتهاء مما يقرب من 18% من سد النهضة الإثيوبى وسوف يبدأ فى شهر سبتمبر القادم تحويل مجرى النهر عن الخط الأساسى مما سيتسبب فى جفاف الأراضى الزراعية المصرية بالإضافة إلى ازدياد ملوحة أراضى الدلتا. وأوضح عبد النعيم أن سد النهضة الإثيوبى غير من حيث هندسة البناء فمعامل الأمان فيه يقل على ربع معامل الأمان فى جسم السد العالى فى مصر مما ينتج عنه فى حالة هدمه غرق دولة السودان بالكامل بالإضافة إلى الأراضى المصرية الجنوبية. وأشار عبد النعيم إلى أن الرئيس السابق حسنى مبارك هدد الرئيس الإثيوبى الراحل ميليس زيناوى بنسف سد النهضة الإثيوبى فى حال إقامته بالسلاح الجوى المصرى، مؤكدا أن النظام الحالى لم يستح حتى من تهرب الرئيس الإثيوبى من مقابلة مرسى ولم يخرج أى بيان رسمى من رئاسة الجمهورية باستنكار رسمى لسوء المعاملة للرئيس المصرى. رابط الخبر بصحيفة الوئام: قرار إثيوبى مفاجئ بتحويل مجرى النيل