حظي الرئيس عبدالفتاح السيسي باستقبال حافل في أول زيارة لرئيس مصري إلى فيتنام، واعتبر لقاؤه بالرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ في العاصمة هانوي مقدمة لتعزيز العلاقات بين البلدين، لا سيما في ملف التبادل التجاري والاستثمار. واتفق الرئيسان الفيتنامي والمصري على ضرورة تبني المجتمع الدولي منهجاً شاملاً للتصدي لآفة الإرهاب والتطرف، وخلصت القمة بينهما إلى توقيع حزمة اتفاقات تعاون بين البلدين، سياسية واقتصادية. وكان السيسي وصل أمس إلى مطار هانوي، حيث حرص في بداية الزيارة على وضع إكليل من الزهور على ضريح الزعيم الفيتنامي الراحل هو تشي منه والنصب التذكاري للشهداء الفيتناميين، قبل أن يتوجه إلى القصر الجمهوري في هانوي، حيث عقد مع رئيس فيتنام جلسة محادثات ضمت وفدي البلدين، اعتبر فيها رئيس فيتنام أن زيارة السيسي «تكتسب أهمية خاصة وستعطي زخماً كبيراً لدفع العلاقات بين البلدين والعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي في المجالات كافة». وأكد السيسي حرص مصر على «تطوير التعاون مع فيتنام في المجالات المختلفة، بما يساهم في تعميق الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين»، مؤكداً تطلع مصر لتكثيف التعاون مع فيتنام والاستفادة من خبراتها في ضوء النجاحات التي حققتها في مجالات الصناعة والتجارة. وعرض الرئيس المصري برنامج بلاده للتنمية الاقتصادية، وما يتضمنه من مشروعات وإجراءات تشريعية لجذب الاستثمار، فيما أعرض الرئيس الفيتنامي عن حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في المجالات الاقتصادية، مشيراً إلى أن حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين لا يرقى إلى مستوى قدراتهما، وأنه ينبغي العمل على زيادة حجم التبادل التجاري ليبلغ بليون دولار سنوياً، وهو ما رحب به السيسي، مؤكداً أهمية معالجة الخلل القائم في الميزان التجاري بين البلدين. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن المحادثات تناولت «تعزيز التعاون الثنائي في مجالات كثيرة، وتعزيز التواصل الشعبي والثقافي بين البلدين. وأكد الجانبان أهمية العمل على زيادة الزيارات المتبادلة، بما يساهم في توطيد الصداقة والتعاون بين البلدين». وأشار إلى أن المحادثات تطرقت إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث اتفق الجانبان على «أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لهذه الآفة التي باتت تهدد العالم بأكمله، وتبنّي منهج شامل لمكافحتها، لا يقتصر على التدابير الأمنية فقط، بل يتضمن أيضاً الأبعاد الاجتماعية والثقافية والتنموية». وأكد السيسي «أهمية دور الأزهر الشريف في إطار المواجهة الفكرية للإرهاب ونشر المبادئ الصحيحة للدين الإسلامي الذي يُعلي التسامح والاعتدال وقبول الآخر»، وجدد إدانته حوادث العنف التي تشهدها ميانمار، منبهاً إلى أن استمرار تلك الحوادث «يساعد على تغذية الإرهاب والفكر المتطرف»، مطالباً الحكومات ب «الاضطلاع بمسؤولياتها في حماية حقوق الأقليات وتوفير الأمن لهم بما يساهم في ترسيخ مبدأ المواطنة». وذكر السفير علاء يوسف أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبينها الأزمات التي يشهدها عدد من الدول في الشرق الأوسط، إضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في إطار المنظمات والمحافل الدولية، مشيراً إلى أن السيسي وجه الدعوة إلى رئيس فيتنام لزيارة مصر، وهو ما رحب به الأخير مؤكداً تطلعه لتلبية الدعوة قريباً. كما التقى السيسي في هانوي سكرتير عام الحزب الشيوعي الفيتنامي نوين فو تشوم، حيث اعتبر السيسي خلال اللقاء أن زيارته هانوي تعكس حرص مصر على تعزيز التعاون بين البلدين، واهتماماً بالاستفادة من التجربة الفيتنامية التي نجحت في تحقيق تقدم ملموس على الصعد الاقتصادية والتجارية والتنموية. وأعرب السيسي عن تطلع مصر لزيادة التعاون بين البلدين، فضلاً عن تعزيز العلاقات الثقافية، مشيراً إلى أن استئناف اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين من شأنه بحث سبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات.