يبدأ رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب اليوم زيارة لباريس يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء مانويل فالس، لبحث دعم العلاقات الثنائية بين البلدين. وتأتي الزيارة غداة عودة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من موسكو حيث شارك في احتفالات روسيا بالذكرى ال 70 لعيد النصر، والتقى خلالها عدداً من زعماء الدول المشاركين في الحفل في مقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني تشي جين بينج. ووفقاً لبيان حكومي، ستتناول زيارة محلب إلى باريس متابعة ما تم الاتفاق عليه مع الجانب الفرنسي خلال زيارة السيسي أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات المهمة والصفقات. وأوضح البيان أن رئيس الحكومة المصرية سيعقد عدداً من اللقاءات مع رؤساء الشركات الفرنسية المستثمرة في مصر والتي ترغب في زيادة استثماراتها خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في مجالات الأسمنت والبترول والخدمات المالية المصرفية. كما يتابع خلالها الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في منتجع شرم الشيخ، إضافة إلى بحث أوجه التعاون بين مصر وفرنسا، خصوصاً مساهماتهما بقرض في مشروع «الضبعة» النووي والخط الثالث لمترو الأنفاق. كما يعقد الوزراء المرافقون لمحلب جلسة محادثات ثنائية مع المسؤولين الفرنسيين لزيادة الاستثمارات والتعاون المشترك. وكان الرئيس المصري التقى أول من أمس في موسكو الرئيس الصيني تشي جين بينج، ونقل الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف عن السيسي تأكيده «أهمية العلاقات الثنائية التاريخية التي تجمع بين مصر والصين والتي اتفق البلدان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على الارتقاء بها إلى مستوى العلاقة الإستراتيجية الشاملة». وأعرب عن «تطلعنا لإتمام زيارة الرئيس الصيني إلى القاهرة إذ إنها ستعطي قوة دفع جديدة للعلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة»، فيما أكد الرئيس تشي جين بينج «أهمية العمل على تنفيذ خطة التعاون الإستراتيجي لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات»، معرباً عن تقديره الكبير «للدور الذي يقوم به السيسي في قيادة عملية التنمية الجارية في مصر»، وكذلك عن تطلعه لزيارة القاهرة في الفترة المقبلة لمواصلة التشاور والتنسيق المشترك ومتابعة خطوات تعزيز العلاقات بين الدولتين. وأوضح البيان الرئاسي المصري أن الرئيس الصيني دعا السيسي لزيارة بكين في أيلول (سبتمبر) المقبل للمشاركة في احتفالات الصين بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية. وأوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري أن لقاء القمة الذي جمع الرئيسين المصري والروسي فلاديمير بوتين «كان لقاءً مطولاً، بدأ بلقاء موسّع بحضور وفدي البلدين، ثم لقاء منفرد لمدة ثلث الساعة». وفي ما يتعلق بمحادثات السيسي مع نظيره الصيني، أوضح الوزير المصري أنها تركزت على اهتمام الصين بتنمية العلاقة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين. وقال «إن الرئيس الصيني أكد تطلعه لإتمام زيارته لمصر التي تم إرجاؤها، وأنه يسعى من خلال الاتصالات على المستوى الوزاري إلى تفعيل مجالات التعاون التي تم تناولها خلال زيارة السيسي إلى الصين والتأكيد مرة أخرى على العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين والرغبة في استمرار تنميتها بخاصة في المجال الاقتصادي والتعاون في القضايا السياسية الإقليمية والدولية. وأضاف شكري «أن السيسي التقى أيضاً رؤساء كازخستان وأزربيجان والهند». وفي ما يتعلق بالمحادثات مع رئيس فيتنام، قال وزير الخارجية إنها تركزت على رغبة فيتنام في توثيق العلاقات مع مصر وتقديرها لما حققته مصر من استقرار وإدراكها لما تقوم به مصر في محاربة الإرهاب، مضيفاً أن الرئيس الفيتنامي كان حريصاً على تفعيل اللجنة المشتركة المصرية الفيتنامية وتوثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية والتنسيق الوثيق بين مصر وفيتنام في المنظمات الدولية، بخاصة إزاء قضايا التنمية وتبادل التأييد في هذه المنظمات. وتابع شكري «إن السيسي أعرب خلال اللقاء عن تقديره لما حققته فيتنام من تقدم والرغبة في الاستفادة من هذا التقدم والخبرة الفيتنامية في تحقيق الطفرة الاقتصادية التي تمت، وأيضاً التأكيد على حرص مصر على أن تكون هناك علاقة وثيقة، وكذلك أن تدعم فيتنام طلب مصر أن تكون عضواً مراقباً في منظمة الأسيان». وأشار إلى أن الرئيس الفيتنامي «وجّه الدعوة للرئيس السيسي لزيارة فيتنام، كما وجه السيسي الدعوة لرئيس فيتنام لزيارة مصر». ونوّه شكري بأن اللقاء اتسم بالاهتمام المشترك والكثير من الصداقة والرغبة في تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي شأن المحادثات التي أجراها الرئيس السيسي مع رئيس أرمينيا، قال شكري «إنها تركزت على العلاقات التاريخية بين البلدين، والأشقاء الأرمن الذين يتخذون من مصر ملجأً وأصبحوا ينتمون إلى كلٍ من مصر وأرمينيا في الوقت ذاته، وكذلك اهتمام مصر باحتضانهم كمواطنين مصريين والاهتمام بالعلاقة المصرية الأرمينية الطويلة، إذ كان هناك تقدير من الرئيس الأرميني لدور مصر في توفير الأمان للأرمن خلال حقبة تعرضهم للاضطهاد».