أكد الدكتور عبد الرحمن الشبيلي أن المفكر والمستشرق المسلم محمد أسد كان ثروة إسلامية كبيرة. وقال إن من شكك في إسلامه التبس عليه الأمر مع من شكك في إسلام المؤرخ عبدالله فيلبي، مضيفاً أن من يقرأ تراث أسد لا بد من أن يقتنع بإسلامه، حتى أن مراد هوفمان وصفه بأنه هبة أوروبا إلى الإسلام حيث قال عنه: إنه لا يعرف أحداً خدم الإسلام في القرن الماضي مثله. جاء ذلك في محاضرة قدّمها الشبيلي عن أسد في خميسية حمد الجاسر صباح الخميس الماضي، وتحدث فيها عن سيرة حياته وركّز على كتابه الذائع الصيت «الطريق إلى مكة»، مشيراً إلى أن اختلاف طبعاته وما حدث في بعضها من تشويه كان بسبب أن ناشريها أرادوا تيسير نشره بعد تغيير ما رأوا أنه يقع ضمن اختلافات وجهات النظر وليس لآرائه الدينية. في المحاضرة قال الشبيلي أن كتابات أسد الصحافية الأولى في الصحف الألمانية والسويسرية أظهرت محبته للعرب والإسلام ما جعل القوى الصهيونية تستنكر عليه ذلك، رغم أنه من أسرة يهودية متعصبة جداً كانت تتوقع له شأنا دينياً كبيراً. وأشار المحاضر إلى أطروحة قدمها «غونتر انتاقر» عن أسد عنوانها: «محمد أسد: من دالسيا إلى الجزيرة العربية»، ضمّت جميع مقالاته وتقاريره الصحافية التي كتبها قبل هجرته للشرق، مطالباً بترجمتها إضافة إلى كتابين آخرين له هما: «منهاج الحكم في الإسلام» و «الإسلام على مفترق طرق». وأوضح أن تعثره الدراسي وفشله في الإنتاج السينمائي بعد ذلك، جعله يهوى الصحافة حتى برع فيها كاتباً للتقارير في رحلاته لبلدان الشرق الأدنى مصر وتركيا وإيران وبلاد الشام وغيرها، إلى أن انتهى به المطاف إلى القدس ليعتنق الدين الإسلامي عام 1926، متأثراً بإقامته في المجتمع الإسلامي. وقال الشبيلي إن كتابه «الطريق إلى مكة» تطرق إلى علاقة أسد بالملك عبدالعزيز، مستشهداً بحادثتين تؤكدان علاقتهما، وهي إرساله من الملك إلى الكويت لمعرفة مصادر أسلحة الإخوان بعد معركة السبلة، وتكليفه برحلة إلى ليبيا لمدّ الثوار بالأسلحة إبان الاستعمار الإيطالي، مضيفاً أن الكتاب يعدّ أنفس الكتب التي صدرت في القرن الماضي، إذ كتبه بعد إقامته في المدينة مدة 6 سنوات، واحتوى عروضاً جميلة لمغامراته وطرائق رحلاته في نجد والحجاز، مشيراً إلى أن لأسد ترجمة للقرآن الكريم لم تكتمل، وكذلك ترجمة لصحيح البخاري.