انخفضت أسعار البنزين الأميركي لليوم الأول منذ أن ضرب الإعصار «هارفي» مركز صناعة النفط في الولاياتالمتحدة، مع استئناف تشغيل بعض المصافي، بينما ظلت أسعار الخام تحت ضغط وأغلقت شبه مستقرة. وأسفر الإعصار «هارفي»، الذي تم خفض تصنيفه إلى عاصفة مدارية ويفقد قوته مع تحركه في المناطق الداخلية، عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وصاحبته فيضانات قياسية تسببت في توقف ما لا يقل عن 4.4 مليون برميل يومياً من الطاقة التكريرية. وأثار توقف نحو ربع الطاقة التكريرية الأميركية مخاوف من نقص الوقود قبل عطلة عيد العمال الأسبوع المقبل، وألقى بظلال من الشك على طلب المصافي على الخام. وبلغت عقود البنزين الأميركية أعلى مستوياتها في سنتين فوق دولارين للغالون يوم الخميس، لكنها انخفضت أخيراً اثنين في المئة مع بدء استئناف تشغيل مصفاتين وإعادة فتح بعض الموانئ. وتراجع خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) 11 سنتاً ليبلغ عند التسوية 52.75 دولار للبرميل. وكان عقد تشرين الأول (أكتوبر) أغلق مرتفعاً 1.52 دولار عند 52.38 دولار للبرميل. وزاد الخام الأميركي ستة سنتات ليبلغ عند التسوية 47.29 دولار للبرميل بعدما تم تداوله منخفضاً معظم اليوم. وعلى مدى الأسبوع، ارتفع «برنت» 0.65 في المئة بينما تكبد الخام الأميركي خسارة أسبوعية نسبتها 1.25 في المئة. وسحبت الحكومة الأميركية من الاحتياط البترولي الاستراتيجي للمرة الأولى في خمس سنوات، ووافقت على الإفراج عن 3.5 مليون برميل إضافية فوق المليون برميل التي وافقت على سحبها أخيراً لمصلحة مصفاة في لويزيانا. وانخفض مخزون النفط الخام الأميركية كثيراً الأسبوع الماضي، إذ زادت المصافي إنتاجها مع اقتراب «هارفي»، وفقاً لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة. وتظل سوق النفط خارج الولاياتالمتحدة تشهد وفرة في المعروض من إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). غير أن مسحاً أجرته وكالة «رويترز» أظهر أن إنتاج «أوبك» من النفط تراجع في آب (أغسطس) 170 ألف برميل يومياً من أعلى مستوياته هذه السنة. وفي العراق أعلنت وزارة النفط أمس إن متوسط صادرات الخام تراجع إلى 3.216 مليون برميل يومياً في آب من 3.230 مليون برميل في تموز (يوليو) إذ لم تكن هناك شحنات من حقل كركوك في شمال البلد. وأفادت الوزارة في بيان بأن كل شحنات آب جاءت من الحقول الجنوبية. وكركوك هو الحقل الوحيد في شمال البلاد الذي يخضع لإشراف الحكومة. ويمثل حجم الصادرات الذي أعلنته الوزارة، الشحنات من الحقول الخاضعة لإشراف الحكومة المركزية في بغداد ولا يتضمن الشحنات من إقليم كردستان العراق شبه المستقل في الشمال. وأشار البيان إلى أن متوسط سعر البيع في آب بلغ 46.22 دولار للبرميل محققاً إيرادات بلغت 4.6 بليون دولار. ويذكر أن الجزء الأكبر من النفط العراقي يتم تصديره عبر مرافئ جنوبية. ويتم شحن كميات أقل من شمال العراق عبر ميناء جيهان في تركيا.