يتغيّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الأسبوع الجاري، في إجازة تستغرق 17 يوماً، يرتبط توقيتها إلى حد بعيد بتغيير المكيفات ونظام التدفئة والتبريد في البيت الأبيض، الأمر الذي يترافق أيضاً مع استقالات وتعيينات جديدة داخل الفريق الرئاسي. وعلى رغم أن الأسباب المعلنة لعطلة ترامب الأولى منذ تنصيبه في 21 كانون الثاني (يناير) الماضي هي إصلاح نظام التبريد والتدفئة في البيت الأبيض للمرة الأولى منذ 27 عاماً، فإنها تترافق مع ظروف سياسية تفرض على الرئيس إعادة النظر في النهج الذي اتبعه إلى الآن. تزامن ذلك مع تحميل ترامب الكونغرس مسؤولية تدهور العلاقات مع موسكو إلى «مستوى خطر جداً، وهو الأدنى على الإطلاق»، وذلك غداة توقيع الرئيس مشروع قانون أقرّه المجلس بغالبية ساحقة الأسبوع الماضي لفرض عقوبات جديدة على روسيا (للمزيد). وتتقاطع عطلة ترامب أيضاً مع فشله في تمرير مشروعه الخاص بالضمان الصحي في الكونغرس على رغم تهديده بوقف إجازات النواب والبقاء في واشنطن إلى حين تمرير المشروع، الذي أمل في أن يحل محل قانون «أوباما كير». وتزامن ذلك أيضاً مع استقالات وعمليات تغيير جذرية في الفريق الرئاسي بعد تولي الجنرال جون كيلي إدارة الفريق هذا الأسبوع. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كيلي هو الحارس الجديد لمكتب الرئيس وأوقف حال الفوضى المتمثلة بدخول مساعدين أو عائلة ترامب من دون إذن مسبق للتحدث مع الرئيس. كما يعتزم تعيين الناطق في وكالة الأمن الداخلي ديفيد لابان مسؤولاً عن فريق الاتصال بعد استقالة أنتوني سكاراموتشي. كذلك أعلن فجر أمس عن طرد المسؤول عن الاستخبارات في مجلس الأمن القومي إيزرا كوهن واتنيك، ومسؤول آخر هو ريتشارد هيغينز. أتى ذلك بناء على طلب مباشر من مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر الذي كان أقال أيضاً الأسبوع الماضي المسؤولَ عن الشرق الأوسط ديريك هارفي وعين مكانه مايكل بيل. وتعكس التغييرات نفوذاً أكبر لماكماستر وكيلي في مواجهة الجناح اليميني الشعبوي القريب من مستشار ترامب الاستراتيجي ستيفن بانون. ويتوقع أن تستمر هذه التغييرات ليتضح شكل الفريق الجديد خلال عطلة ترامب في منتجعه الخاص في بيدمينستر في ولاية نيوجيرسي التي تبعد ثلاث ساعات ونصف الساعة من واشنطن. وكان ترامب الذي اعتاد السكن في أبراج فخمة، شكا من حال البيت الأبيض، ووصفه بأنه شبيه ب «مكب» ويحتاج إصلاحات. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن ترامب كغيره من الرؤساء سيتوجه في عطلة في آب (أغسطس) الجاري تتزامن مع عطلة الكونغرس أيضاً. إلا أن الديموقراطيين رفضوا اعتبار العطلة هي الأولى لترامب، وذكروا أن الرئيس الأميركي الذي يهوى لعبة الغولف، أمضى فترة قياسية في منتجعات مارالاغو منذ توليه منصبه، وتخطت كلفة الحماية الأمنية لرحلاته ما أُنفق على أوباما في ثماني سنوات، أي أكثر من 97 مليون دولار، كما أفادت شبكة «سي أن أن»، وذلك نظراً إلى عدم وجود ترتيبات أمنية مسبقة في منتجعات ترامب، على عكس «كامب ديفيد» الذي لا يستهوي الرئيس الحالي. وفي موسكو (رويترز) قالت وزارة الخارجية أمس إن الوزير سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيناقشان الوضع الراهن في العلاقات بين البلدين خلال اجتماع في مانيلا الأسبوع المقبل، على هامش قمة أمنية إقليمية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المقرر انعقادها من السادس إلى الثامن من الشهر الجاري.