أعلنت موسكو توسيع نشاط مركز المصالحة التابع لقاعدة «حميميم» العسكرية الروسية ليصل للمرة الأولى إلى عفرين ذات الغالبية الكردية، تزامناً مع إطلاق جهود للتنسيق بين لجان المصالحة المنتشرة في المناطق السورية، لتحسين الأوضاع الإنسانية وتسهيل «التحضير للعام الدراسي الجديد». وأعلن نائب قائد القوات الروسية في سورية الجنرال أليكسي كيم إنشاء لجنة للمصالحة الوطنية في عفرين، بمبادرة من المركز الروسي للمصالحة. ولفت إلى أن منطقة عفرين ليست جزءاً من مناطق خفض التوتر، لكنها مشمولة بنظام وقف النار، وينشط فيها المركز الروسي. وذكر الجنرال الروسي أن لجنة المصالحة في عفرين تشكلت أواخر الشهر الماضي، معتبراً أن نشاط لجنة المصالحة هناك يساعد في تكثيف الجهود لاستعادة الحياة السلمية. وأشار إلى أنه «تم تحديد المناطق الأكثر احتياجاً للمساعدات الطبية، وأنواع الأدوية المطلوبة، كما تمّ تفقد المدارس في منطقة عفرين. وتبين أنه لا بد من إعادة بناء 25 مدرسة وترميم 18 مدرسة أخرى، بينما تفتقر 18 بلدة في المنطقة إلى بنى تحتية أساسية في شكل كلي». وزاد أن المركز الروسي «يخطط لتنفيذ عمليات إنسانية في 3 بلدات بالمنطقة، وأن لجنة المصالحة ستقوم خلال الشهر الجاري بتوزيع 200 حقيبة ظهر بمستلزمات مدرسية، تم نقلها إليها في وقت سابق». وجاء الإعلان عن إنشاء مركز عفرين خلال اجتماع نظمته قاعدة «حميميم» الروسية عبر خدمة «سكايب» بين مراكز المصالحة في المحافظات السورية، لبحث التنسيق وتوحيد الجهود في موضوع المساعدات الإنسانية والتحضيرات الجارية لبدء العام الدراسي الجديد. وأكد رئيس مركز المصالحة في القاعدة الروسية ألكسندر فيازنيكزف التوجه نحو تنشيط جهود التنسيق بين لجان المصالحة في المناطق التي يشملها وقف النار والتي تخضع لنظام خفض التوتر. وشارك في الاجتماع ممثلو لجان المصالحات في درعا ودمشق وحمص واللاذقية، وانضم إليهم ممثلو اللجنة الوليدة في عفرين. وشدد فيازنيكزف على «التقدم الكبير على الصعيد الإنساني في محافظة حمص» بعد نشاط مكثف لإجلاء الجرحى وتقديم الخدمات الطبية. وفي غضون ذلك، لفت الناطق باسم قاعدة «حميميم» أليكس كوستينكو إلى أهمية «استمرار الاتصالات لتحسين الوضع الإنساني في مناطق خفض التوتر، مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، مشيراً إلى أن المدارس تعاني نقصاً حاداً في القرطاسيات والكتب المدرسية والكوادر التعليمية». وبحث المشاركون في اللقاء آلية انضمام مناطق سورية جديدة إلى المصالحات وخصوصاً في المناطق التي استعادها الجيش السوري في الفترة الأخيرة بمساعدة روسية. سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير الروسي سيرغي لافروف بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تطورات الأوضاع في سورية، في سياق التحضير لجولة مفاوضات جديدة في آستانة. ولفت بيان نشر على الموقع الالكتروني للوزارة إلى أن الوزيرين بحثا في اتصال هاتفي جملة من القضايا لكنهما ركزا على مستجدات الموقف في سورية وخصوصاً الأوضاع في مناطق خفض التوتر. على صعيد آخر، حذرت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من «خطط لدى أطراف متشددة سورية لاستخدام أسلحة كيماوية بهدف توجيه الاتهام إلى حكومة دمشق». وقالت إن معلومات متوافرة لدى موسكو تشير إلى أن جماعة «شباب السنة» في سورية تمتلك صواريخ عدة تحمل رؤوساً مزودة بمواد سامة كيماوية و «تنوي استخدامها في محافظة درعا واتهام القوات الحكومية لاحقاً بمهاجمة المدنيين». وزادت: «على الأرجح أن يشن مسلحون هجمات باستخدام أسلحة كيماوية في نوى وإنخل وطفس وغيرها من المناطق»، مشيرة إلى وجود مستودع للصواريخ المزودة برؤوس سامة في مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا.