سيطرت القوات العراقية على نصف مساحة ناحية العياضية، المعقل الأخير لتنظيم «داعش» غرب محافظة نينوى. وأكدت أن القتال «أسوأ كثيراً» من معركة استعادة المدينة القديمة في الموصل، فيما أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه سيعلن النصر على التنظيم في كل تلعفر قريباً جداً. ونقلت وكالة «رويترز» عن ضباط قولهم إن المئات من المسلحين يتمركزون داخل المنازل والمباني المرتفعة في العياضية، ما يصعب تحقيق تقدم سريع. ووصف العقيد كريم اللامي اختراق خط الدفاع الأول للإرهابيين بأنه أشبه بفتح «أبواب الجحيم». ونظراً إلى المقاومة الشرسة التي يبدونها اضطرت القوات إلى زيادة الضربات الجوية وجلب المزيد من التعزيزات من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب و «الحشد الشعبي». ويعتقد بأن أن قرابة 2000 مسلح كانوا يدافعون عن تلعفر في مواجهة نحو 50 ألفاً من القوات الحكومية في الأسبوع الماضي انتقلوا إلى الناحية. وتفيد مصادر عسكرية بأن المواجهات الجارية تعد الأصعب مقارنة بالتقدم السريع الذي تحقق في معركة تلعفر. وأعلن قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان: «تحرير الجزء الشرقي للعياضية وقرية قبق شمال الناحية، فضلاً عن قرية قولاباش من الجهة الغربية»، وأشار الى أن «الشرطة الاتحادية والرد السريع والفرقة المدرعة التاسعة بعد مشاركتها في عملية الاقتحام من الجزء الجنوبي والغربي، سيطرت على 40 في المئة من مساحة البلدة، وهي مستمرة في التقدم». إلى ذلك، أعلن إعلام «الحشد الشعبي» في بيان أمس «تمكن قطعات الجيش وقوات الرد السريع من السيطرة على جامع الشهداء (شمال) وتتقدم نحو وسط البلدة بعد إحكام قبضتها على الشارع العام الرابط بين شمالها وجنوبها»، وأكد «نزوح 35 أسرة وهناك 120 أخرى أخرى محتجزة يتخذها العدو دروعاً بشرية». لكن الناطق باسم قوات «الحشد الشعبي» النائب احمد الأسدي أكد «تحرير نصف العياضية تقريباً». وأضاف ان «المعارك شرسة والمقاومة شديدة لكن التقدم من ثلاثة محاور وكل القطعات مشتركة في المعركة حتى القضاء على آخر الإرهابيين داخل المنطقة». وعن الوقت المطلوب لحسم المعركة واستعادة العياضية، قال: «أتوقع ان يتم تحريرها خلال يوم أو يومين إن شاء الله». وأعلن الناطق باسم تنظيمات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في نينوى غياث سورجي ل «الحياة» أن «القوات المشتركة تتقدم من ثلاثة محاور وأصبحت تسيطر على نحو 60 في المئة من البلدة، والتوقعات الميدانية ترجح تحقيق النصر قريباً، ولن يكون للتنظيم القدرة على مواصلة القتال»، وأضاف أن «قوات البيشمركة (الكردية)، قتلت 6 من عناصر التنظيم الفارين من المعارك واعتقلت آخرين من الجهة الشرقية، ليرتفع عدد قتلى التنظيم على يدها إلى أكثر من 136 إرهابياً، فضلاً عن اعتقال عدد منهم». وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال ندوة في اربيل أمس رداً على اتهامات لعناصر من «البيشمركة» بتهريب الفارين من التنظيم مقابل رشاوى: «هناك 170 جثة تعود لعناصر داعش قتلوا على يد قواتنا أثناء فرارهم من معركة العياضية». ومع السيطرة على العياضية تكون القوات العراقية استعادت كل المناطق ضمن حدود محافظة نينوى بعد ثلاث سنوات من سقوطها في يد التنظيم. وحذر الأمين العام لمنظمة «بدر» القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري خلال مؤتمر أمس، من «خطورة عدم التعاون مع الأجهزة الأمنية ضد الإرهابيين الذي من شأنه أن يعيد داعش باسم آخر»، وتابع: «بعد تحرير تلعفر ستكون لنا معارك في الحويجة والحدود العراقية لتحرير البلاد بالكامل».