اقتحمت القوات العراقية أمس مركز ناحية العياضية، شمال قضاء تلعفر، مؤكدة تحقيق مكاسب «استراتيجية» في آخر معاقل «داعش» في نينوى. وحذرت لجنة برلمانية من عمليات تهريب مسلحي التنظيم مقابل رشاوي، عبر نقاط تسيطر عليها قوات البيشمركة التي أعلنت قتل 130 من الفارين في غضون ثلاثة أيام. وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» في بيان «تحرير مبنى القضاء ومحطة تعبئة الوقود في العياضية، بالتزامن مع سيطرة الفرقة 16 على سلسلة جبال ساسان الاسترتيجة المطلة على مركز المدينة، كما تمكنت فرقة الرد السريع من تحرير وادي الوشاش بعد مواجهات عنيفة مع العدو، ودمرت مدفعية الحشد مقر ما يسمى جند الخلافة». وأضافت أن «قطعات من الجيش والشرطة الاتحادية حررت قرية قولو باش من الجهة الشرقية، وفرضت طوقاً حول مركز الناحية تمهيداً لاقتحامه». جاء ذلك عقب سيطرة القوات المشتركة على مزارع العياضية شرقا، ومزارع «محمد الخلف» جنوباً. وأعلن قائد «الشرطة الاتحادية» الفريق رائد جودت أن وحدات من قواته «بدأت اقتحام مركز المدينة من ثلاثة محاور لإسناد الجيش». ووجهت القيادة «نداء صوتياً إلى الإرهابيين لتسليم أنفسهم والنجاة من الموت المحقق واستغلال الفرصة قبل فوات الأوان». وأعلنت مصادر عسكرية أن سرعة انهيار مسلحي التنظيم شكلت «مفاجأة غير متوقعة» وتبين أن عددهم أقل بكثير من توقعات سابقة أشارت إلى وجود بين 1400 و2000 عنصر «سيقاتلون حتى الموت»، في حين أن عدد القتلى الذي أكدته القوات العراقية لم يتجاوز ال500 عنصر، فضلاً عن إعطاء تقديرات «مبالغ بها» حول أعداد المدنيين. تزامن ذلك مع إعلان قيادة «البيشمركة» في إقليم كردستان أن قواتها «قتلت 130 داعشياً خلال ثلاثة أيام كانوا يحاولون الهروب من شمال تلعفر ومنطقة العياضية باتجاه الحدود السورية، إثر تعرضهم في المعركة الدائرة للهزيمة والاندحار». ولم يشر البيان إلى بث وسائل إعلام محلية صوراً أكدت أنها «لعناصر من البيشمركة يهربون مسلحي داعش الفارين وهم غير مقيدي الأيدي، في أطراف قرية العلو في تلعفر، مقابل 1500 دولار لكل عنصر». وحذر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي خلال زيارته تلعفر من «محاولات جهات تهريب 1000 داعشي بينهم قياديون من جنسيات مختلفة، بعد قتل 1000 آخرين، في ناحية العياضية». ودعا «البيشمركة المسؤولة عن مسك المنطقة إلى السيطرة على هذه الحالات وتسليم الفارين إلى الجهات المختصة»، كما حذر من أن «هروبهم يشكل خطراً على أمن المناطق المحررة عموماً وبغداد خصوصاً». إلا أن القائد في «البيشمركة» في ناحية زمار الرائد سردار برواري أكد لوكالة «باس» المقربة من الحزب «الديموقراطي الكردستاني» أن «قواته وعناصر من الأمن الكردي اعتقلت 200 داعشي كانوا بين 2000 من النازحين المدنيين الفارين من معارك العياضية». من جهة أخرى، كشف مصدر أمني كردي أن «انتحارية تسللت مع النازحين وفجرت نفسها قرب موقع للبيشمركة»، لافتاً إلى أن «الهجوم أدى إلى قتل امرأتين وطفل وإصابة عدد من عناصر القوات الكردية». ويفرض الأكراد سيطرتهم على ناحية ربيعة الحدودية مع سورية الواقعة إلى الشمال الغربي من ناحية العياضية، وعلى ناحية زمار من الجهة الشمالية، فضلاً عن قضاء سنجار من الجهة الغربية.