خاضت القوات العراقية أمس معارك عنيفة في بلدة العياضية شمال تلعفر، وهي آخر معاقل «داعش» في نينوى، وذلك بعد سيطرتها على عدد من القرى المحيطة بها. وقال قادة عسكريون إن إعلان النصر رسمياً يحتاج إلى بعض الوقت، خصوصاً أن الانهيار المفاجئ للتنظيم يؤشر إلى انسحاب مسلحيه نحو هذه البلدة المطلة على صحراء الجزيرة. الى ذلك، أعلن مسؤولون أكراد الاستعداد للمشاركة في معركة تحرير الحويجة (في كركوك)، مؤكدين أنها لن تكون سهلة بسبب الخلاف بين بغداد وأربيل على الاستفتاء الذي يستعد إقليم كردستان لتنظيمه في 25 الشهر المقبل. وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» حصيلة مكاسب الأيام الستة لمعركة تلعفر، موضحة أن «جهاز مكافحة الإرهاب في المحور الجنوبي الغربي حرر 8 قرى و7 أحياء، تقدر مساحتها بنحو 100 كيلومتر مربع، وبلغ عدد قتلى العدو 217 عنصراً، و8 قناصة، وتدمير 21 عربة مفخخة وتفكيك ثلاث أخرى، كما تم تفجير أكثر من 100 عبوة و15 منزلاً مفخخاً، وتدمير وردم 6 أنفاق». ووصل وزير الداخلية قاسم الأعرجي أمس إلى تلعفر، وبحث مع نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس في «التحضير للعمليات المقبلة» في الأنبار. وأفاد بيان حكومي بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي «ترأس اجتماعاً أمنياً لمناقشة سير عملية تحرير تلعفر، والاستعدادات لاستعادة بقية المناطق، وحماية الحدود العراقية مع سورية، وإعادة النازحين إلى مناطقهم». ويرجح مراقبون أن تتجه القوات العراقية إلى تحرير الحويجة، بعد الانتهاء من تلعفر، قبل بلدة القائم، الواقعة غرب الأنبار، إذ تنتظر الجيش مهمة معقدة في معركة صحراوية شاسعة وحدود منفلتة مع سورية طولها نحو 600 كلم. ودعا محافظ كركوك نجم الدين كريم الحكومة الاتحادية إلى البدء في عملية استعادة الحويجة، وقال خلال مؤتمر صحافي إن «قوات البيشمركة على أهبة الاستعداد للتعاون مع القوات العراقية لاستعادة القضاء وطرد داعش منه». ولكن المعركة تحتاج الى توافق سياسي بين بغداد وأربيل على هوية القوات المشاركة في العملية، إذ ترفض «البيشمركة» مشاركة «الحشد الشعبي» خشية بقائه في المناطق بعد استعادتها، بينما يصرّ «الحشد» على المشاركة نظراً إلى وجود قرى وقصبات تقطنها غالبية شيعية. كما أن الخلاف بين بغداد وأربيل حول الاستفتاء على الانفصال يعرقل التوافق السياسي والتنسيق العسكري بينهما. من جهة أخرى، قتل 11 عراقياً وأصيب 26 بتفجير سيارة مفخخة تبناه «داعش» في مدينة الصدر. وأعلن «داعش» مسؤوليته عن الهجوم في بيان جاء فيه: «تمكنت إحدى المفارز الأمنية من ركن سيارة مفخخة وتفجيرها في تجمع للرافضة (...) في منطقة جميلة في مدينة الصدر». وأكدت قيادة العمليات اعتقال مسؤول «مفرزة الاغتيالات» في التنظيم شمال العاصمة، وأوضحت في بيان أن «قوة من اللواء 22، بناء على معلومات استخباراتية تمكنت من القبض على إرهابي يشغل منصب ما يسمى معاون آمر مفرزة الاغتيالات في العصابات الإرهابية».