نقلت وكالة الأنباء الكورية الرسمية في كوريا الشمالية عن الزعيم كيم جونغ أون قوله لدى إشرافه الثلثاء على إطلاق أول صاروخ باليستي من العاصمة بيونغيانغ حلق فوق جزيرة هوكايدو اليابانية قبل أن يسقط في البحر، أن «الهدف المقبل هو جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ». وأفاد مسؤولون كوريون شماليون بأن كيم «أبدى رضاه عن أداء صاروخ «هواسونغ 12» المتوسط المدى، والذي لم تتحرك الدفاعات الجوية اليابانية لإسقاطه، وهو ما وعدت طوكيو به سابقاً، قبل أن تكشف مصادر مطلعة أن طوكيو تشعر بقلق لامتناع واشنطن عن تسليحها برادار «سياي 6» القوي الجديد، «ما يحد كثيراً من قدرة نظام «ايغبيس» للدفاع الصاروخي الأميركي» الذي تعتزم طوكيو تركيبه بحلول العام 2023 للتصدي لخطر كوريا الشمالية المتنامي. وتوافق البحرية الأميركية على تزويد اليابان بالرادار، لكن وكالة الدفاع الصاروخي المسؤولة عن تطوير تكنولوجيا أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي تعترض على ذلك، في وقت يشعر مسؤولون أميركيون بقلق من تزويد حليف وثيق بتكنولوجيا متقدمة قبل أن تشغلها الولاياتالمتحدة. وأفادت مصادر بأنه «ليس من المقرر أن تبدأ أول سفينة حربية أميركية مزودة برادار سباي 6 العمل قبل 2022». واستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي مفاوضات ديبلوماسية مع كوريا الشمالية «لأن الحوار ليس الحل»، محذراً من أن «كل الخيارات مطروحة»، في حين أعلنت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية أنها أجرت تجربة دفاع صاروخي ناجحة بالتعاون مع سلاح البحرية قبالة ساحل هاواي. وشهدت التجربة المحدد موعدها منذ مدة طويلة والتي استضافتها المدمرة البحرية «جون بول جونز»، اعتراض صاروخ «ستاندارد ميسيل 6» الموجهة صاروخاً باليستياً متوسط المدى. وقالت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية إن «التجربة تمنح العنصر البحري في منظومة الدفاع الصاروخي قدرة أعلى على اعتراض صواريخ باليستية في مرحلتها الأخيرة قبل بلوغ الهدف». وبعدما بث التلفزيون الرسمي في كوريا الشمالية مقطع فيديو لإطلاق الصاروخ الباليستي من منصة، ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الشيوعي الحاكم 20 صورة لعملية أظهرت إحدها كيم وهو يراقب الصاروخ، وأخرى كيم يضحك محاطاً بمستشاريه، وعلى المكتب أمامه خريطة لشمال غربي المحيط الهادئ، نقلت الوكالة الرسمية الكورية عن الزعيم قوله: «سننفذ هناك تجارب آخرى لصواريخ باليستية في المستقبل، وسيكون المحيط الهادئ هدفاً لها». وزاد: «إطلاق الصاروخ مقدمة مهمة لإحتواء غوام، القاعدة المتقدمة للاجتياح، وفاتحة لتدابير مضادة حازمة ضد المناورات العسكرية المشتركة التي تنفذها واشنطن وسيول في كوريا الجنوبية». وهددت كوريا الشمالية هذا الشهر بإطلاق أربعة صواريخ في البحر قرب جزيرة غوام في المحيط الهادئ، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن «بيونغيانغ ستواجه النار والغضب» إذا هددت بلاده. وكان مجلس الأمن الذي فرض اخيراً مجموعة سابعة من العقوبات على بيونغيانغ، دان «بحزم» آخر عملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي، ووصفه بأنه «عمل شائن»، فيما طالبت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي ب «خطوة قوية» لم توضح طبيعتها. وطالب المجلس في إعلانه الذي وضعت الولاياتالمتحدة نصه، كل الدول الأعضاء بتطبيق قرارات الأممالمتحدة «في شكل حازم وكامل»، وبينها تلك التي تفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية، مؤكداً التزامه «إيجاد حل سلمي وديبلوماسي وسياسي للأزمة». وتهدف المجموعة السابعة من العقوبات إلى حرمان كوريا الشمالية من عائدات قيمتها بليون دولار تستمدها من تصدير الفحم والحديد وخام الحديد وصيد السمك. وتقول مصادر ديبلوماسية إن «الأممالمتحدة تحتفظ باحتمالات أخرى لفرض عقوبات، مثل إبعاد عمال كوريين شماليين يعملون في الخارج إلى بلادهم، واتخاذ تدابير تطاول القطاع النفطي». لكن مسؤولاً أميركياً كشف أن واشنطن «لا تخطط لدعوة مجلس الأمن إلى فرض حظر نفطي على كوريا الشمالية». ورأت الصين أن «الضغوط والعقوبات» على بيونغيانغ «لا يمكن أن تحل جوهر المشكلة»، علماً أن روسيا تتبنى موقفاً مشابهاً عبر التنديد «بميل دائم إلى تصعيد التوتر».