خضع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحزب الذي يتزعمه (المؤتمر الشعبي العام) لتهديدات جماعة الحوثي الانقلابية وابتزازها، وتوقف عن التصعيد معها بعدما وقّع «المؤتمر» في ساعة متقدمة ليل الإثنين- الثلثاء، اتفاق «تهدئة بين الحليفين» ولوقف التصعيد الإعلامي والأمني والسياسي، إثر إقدام ميليشيات الحوثيين على اغتيال القيادي في حزب صالح والضابط السابق في القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب العقيد خالد الرضي، في اشتباكات بين مسلحين من الجماعة ومرافقين لنجل صالح (صلاح علي عبدالله صالح) عند نقطة تفتيش استحدثها الحوثيون بجوار منزل نجل صالح الأكبر أحمد في منطقة حدة بالعاصمة صنعاء مساء السبت الماضي. وتضمّن الاتفاق، الذي تم بين قيادات الحليفين برعاية صالح الصماد رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، إزالةَ كل أسباب التوتر في صنعاء وعودة الأوضاع الأمنية إلى شكلها الطبيعي قبل الفعاليات التي تمت الأسبوع الماضي، واستمرار التحقيق الأمني المهني والمحايد في الأحداث الأخيرة وعدم استباق نتائج التحقيق من أي جهة. كما تقرر استمرار اللقاءات بين قيادات المكونات السياسية المتحالفة لوضع الحلول والمقترحات وتوحيد الجبهة الداخلية. واعتبر ناشطون وقياديون في حزب صالح الاتفاق «استسلاماً للحوثيين»، كونَهم لا عهد لهم ولا أمان، كما انتقد هؤلاء الرئيس السابق، لما وصفوه بالموقف السلبي والمتخاذل أمام غطرسة الحوثيين وخداعهم، في حين أعلن الحوثيون بعد ساعات من الاتفاق، أن رفع ميليشياتهم النقاط الأمنية لن يتم، وليس لأي طرف الحق في فرض ذلك، وقال حمزة الحوثي شقيق زعيم الجماعة، إن رفع نقاط التفتيش أمر لن يقبل به الشعب اليمني، وهو ما استدعى سخرية الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين قالوا إن الحوثي يعتبر أنصاره وميليشياته الإرهابية وكل من يخضع لسطوته ودعواته المذهبية، الشعبَ اليمني، أما ملايين اليمنيين الرافضين انقلابه وفساده فهم مجرد عملاء ومنافقين. وفي تطور لاحق، أعلن قيادي في حزب صالح بعد ظهر أمس، أن محمد المسوري محامي صالح (المعروف بمعارضته التحالف بين المؤتمر الشعبي والحوثيين، وانتقاداته الجماعة ووصفه إياها بالفاسدة) تعرض لاعتداء بالضرب وسط صنعاء ممن قال الإعلامي في حزب «المؤتمر» كامل الخوداني في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم من الحوثيين، مضيفاً أن المسوري أصيب بكسور في أنحاء متفرقة من جسمه نقل على أثرها إلى المستشفى. وكان المسوري ذكر في عدة مناسبات أنه تلقى تهديدات من الحوثيين، وقال إنه قدم بلاغات إلى النائب العام بذلك. ميدانياً، لقي القيادي في ميليشيات الحوثي محمد صالح العبال المكنى ب «أبو طارق»، وهو قائد الميليشيات في ميدي، مصرعه في تلك المنطقة على يد قوات الجيش الوطني، وقتل معه عشرات من عناصره في اشتباكات وقعت في الناحية الشرقية لميدي خلال عملية اجتياح وتمشيط للقوات الشرعية التي تمكنت من السيطرة على الضواحي الشرقية للمدينة. وكانت قوات الجيش الوطني أحبطت محاولات عدة من الميليشيات للتقدم في جبهة ميدي واستعادة مواقع خسرتها خلال الفترة الماضية، وعززت تقدمها بدعم من طيران التحالف العربي واستولت على مواقع جديدة على الساحل الغربي من الناحية الشمالية لميدي. وفي محافظة تعز، تكبدت ميليشيات الحوثي خسائر كبيرة في عتادها وعناصرها على مختلف الجبهات، وقالت مصادر عسكرية إن الميليشيات لجأت إلى قصف الأحياء المدنية كعادتها، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المواطنين الأبرياء بينهم أطفال ونساء في حي بير باشا في مدينة تعز.