أطلق وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس تصريحات متشددة إضافية في ختام زيارته لروسيا، داعياً العرب إلى شطب البند المتعلق باللاجئين من مبادرة السلام العربية، ومتهماً العالم العربي بأنه «احتجز اللاجئين الفلسطينيين قصدا ويسعى الى حل مشكلتهم على حساب اسرائيل». وبدا ليبرمان في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة الروسية «كأنه في بيته»، كما علّق خبير روسي انتقد تنظيم الزيارة واعتبر أنها أساءت لموسكو التي بدت كأنها موافقة على التصريحات المتشددة التي أطلقها خلال زيارته، كما أن جدول أعمال الزيارة الذي اشتمل على لقاءات مع كل أركان القيادة الروسية «منح ليبرمان شعوراً بتجاوب أطراف دولية مع مواقفه المتطرفة». وكان الوزير الاسرائيلي التقى أول من أمس الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين، كما أجرى محادثات مع نظيره سيرغي لافروف. وتضمن برنامج الزيارة لقاءات مع مسؤولين في الهيئة الاشتراعية بغرفتيها «الدوما» و «الشيوخ» ومسؤولين آخرين في قطاعات عدة. وفي آخر أيام زيارته، عقد ليبرمان مؤتمرا صحافيا ختاميا اعتبر فيه أن المشكلة «ليست بين إسرائيل والعرب بل داخل العالم الاسلامي ذاته». وأضاف أن «حركة حماس تمثل تهديدا للحكومة الفلسطينية التي تشكلت أخيرا برئاسة سلام فياض في حين يهدد حزب الله حكومة فؤاد السنيورة في لبنان». وذكر أن الجهات التي حاولت التآمر على الرئيس حسني مبارك في مصر هي إيران والعراق و «حزب الله». وتولّى ليبرمان الحديث عن المواعيد التي تنوي فيها موسكو تنظيم مؤتمرها الخاص بالسلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن «الموعد الدقيق للمؤتمر سيتحدد بعد زيارة الرئيس باراك أوباما لروسيا» والمتوقعة في الأسبوع الأول من الشهر المقبل). وفي ما بدا أنه شروط اسرائيلية لحضور المؤتمر، قال ليبرمان: «من أجل نجاح المؤتمر وعدم تحوله إلى لقاء شكلي، لا بد من تحضير دقيق لجدول اعماله والمشاركين فيه وتحديد الأهداف التي يجب أن تتمخض عنه سلفاً». وكرر موقفه في شأن رفض المشاركة في حال تمت دعوة «حماس» و «حزب الله» لحضوره. وتطرق الوزير الاسرائيلي إلى مبادرة السلام العربية، مشيرا إلى أن اسرائيل «مستعدة لقبول المبادرة إذا رفع العرب منها بند اللاجئين»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن القبول بتضمين القرار 194 في المبادرة». وهاجم العرب معتبرا أن «مشكلة العالم العربي أنه احتجز اللاجئين الفلسطينيين قصدا، ولم يتركهم يسيرون على خط التنمية، ويريد أن يحل مشكلتهم على حساب اسرائيل». وكرر ليبرمان مواقفه الرافضة تفكيك المستوطنات، معتبرا أن هذا الموضوع ليس مطروحا للنقاش. إلى ذلك، بدا أن اسرائيل وروسيا تتجهان نحو تعزيز التعاون في ميدان التقنيات الدقيقة، وبينها تقنيات «النانو»، وكان هذا الملف طرح للبحث خلال لقاء ليبرمان أول من أمس مع بوتين الذي قال انه يتعين على روسيا وإسرائيل تكثيف الجهود المشتركة لجعل عواقب الأزمة المالية في أدنى حدودها وإيجاد سبل جديدة للتعاون في ميدان التقنيات الدقيقة. وأوضح أنه يقصد بذلك اقتراح الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في شأن تفعيل التعاون في هذا المجال بالذات، مضيفا أن روسيا وإسرائيل تتعاونان الآن في مجال تقنيات «النانو» والفضاء والطاقة. وزاد رئيس الوزراء الروسي: «نقوم منذ فترة طويلة بإطلاق صواريخ لصالح إسرائيل، كما نتعاون في العديد من اتجاهات الطاقة»، علما أن مؤسسة «روس نانو» تجري منذ سنوات محادثات مع الاسرائيليين لتوسيع حجم هذا التعاون.