اقتحمت القوات العراقية أمس المعقل الأخير ل «داعش»، شمال تلعفر، بعد سيطرتها على عدد من القرى المحيطة به، وسط توقعات باستعادته في «وقت قياسي»، فيما ناقش مجلس الوزراء خطة لحماية الحدود العراقية مع سورية. وأثار الانهيار المفاجئ لصفوف «داعش» وسرعة تقدم القوات المهاجمة وسيطرتها على مدينة تلعفر، على رغم توقعات سابقة بخوض معركة صعبة وطويلة نظراً إلى وجود 2000 عنصر من التنظيم، تساؤلات وشكوكاً حول اختفاء هذا العدد الكبير، وعدم مقاومته على غرار معركة الموصل، إلا أن مصادر عسكرية قالت إن تقديرات القيادتين العراقية والأميركية «لم تكن دقيقة»، وأن ظروف المعركة كانت في مصلحة القوات المهاجمة. وأكد «الحشد الشعبي» أمس «اقتحام آخر معاقل الإرهابيين في ناحية العياضية على معمل للغاز سابقاً، وعدد من المزارع ، وتم تدمير عربة مفخخة خلال اشتباكات عنيفة عند مشارف البلدة». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أن «قوات مكافحة الإرهاب في المحور الجنوبي الغربي حررت 8 قرى و7 أحياء، تقدر مساحتها بنحو 100 كيلومتر مربع، وبلغ عدد قتلى العدو 217 عنصراً، و8 قناصة، وتدمير 21 عجلة مفخخة وتفكيك ثلاثة، كما تم تفجير أكثر من 100 عبوة، وتفجير 15 منزلاً مفخخاً، وردم 6 أنفاق». وأضافت أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة والحشد الشعبي في المحور الشرقي تقدمت من مطار تلعفر وحررت قريتين و17 حياً، وأربعة أهداف حيوية هي: بوابة تلعفر، المعهد التقني، مستشفى تلعفر، سلسلة جبال زمبر، وقدرت المساحة بنحو 90 كيلومتراً مربعاً، وتم خلالها قتل 270 إرهابياً و10 قناصين و8 انتحاريين، وتدمير 9 عجلات مفخخة وتفكيك 6 منازل مفخخة، وتفجير 125 عبوة ناسفة، وتدمير 14 دراجة نارية، وردم 9 أنفاق». وباستعادة منطقة العياضية تكون القوات العراقية أحكمت قبضتها على كل محافظة نينوى، لتتوجه لاحقاً إلى غرب الأنبار المحاذية قرب الحدود مع سورية، ومنطقة الحويجة غرب كركوك. ووصل أمس وزير الداخلية قاسم الأعرجي إلى تلعفر لمكافأة العسكريين، وعقد نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس اجتماعاً مع قادة المعركة «للبحث في العمليات المقبلة». وأفاد بيان حكومي بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي «ترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمناقشة سير عملية تحرير تلعفر، والاستعداد لتحرير بقية المناطق، وبحث في الخطط الموضوعة لحماية الحدود مع السورية، وإعادة النازحين إلى مناطقهم».