أعلنت القوات العراقية أمس أنها تتقدم لاقتحام المدخل الجنوبي للموصل القديمة، حيث آخر جيوب «داعش»، فيما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي قرب شن هجومين لاستعادة قضائي تلعفر، غرب نينوى، والحويجة، جنوب غربي كركوك. ومع حلول الذكرى الثالثة لسقوط الموصل، أحكمت القوات العراقية أول من أمس قبضتها على حي الزنجيلي، عقب معارك شرسة خاضتها لأكثر من أسبوع، وتحاول التماس مع حي الشفاء والتقدم صوب باب سنجار، لإكمال الطوق حول المدينة القديمة. وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان أمس، أن «كتائب الهندسة والفرق االمختصة تعمل لإزالة الألغام والأفخاخ ومخلفات الدواعش في حي الزنجيلي، فضلاً عن إنقاذ العائلات العالقة وسط المباني المفخخة». وأضاف أن «قواتنا تتقدم باتجاه حي الشفاء غرباً». وأشار إلى أن معركة الزنجيلي أسفرت عن «قتل مئات الإرهابيين، بينهم 49 قناصاً، و22 انتحارياً وتدمير 40 دراجة نارية، و27 مدفعاً مضاداً للطائرات، و40 عجلة مفخخة، وتفكيك 16 منزلاً مفخخاً، وتدمير مفرزة هاون وتفجير 150 عبوة ناسفة». وأكد «الاستيلاء على 525 صاروخاً متنوعاً و4 معامل لتصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة والمركبات و50 منظومة اتصالات لاسلكية». إلى ذلك، أعلن قائد معركة الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارلله أن «الفرقة المدرعة التاسعة بعد أن حررت الجزء الجنوبي من الزنجيلي اقتحمت حي باب سنجار وتتقدم صوب المدينة القديمة»، حيث يبدي عناصر «داعش» منذ أشهر مقاومة عنيفة لما تحمله من دلالة رمزية ومعنوية نظراً إلى وجود جامع النوري الكبير الذي أعلن من على منبره زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي «دولة الخلافة في العراق والشام»، إضافة إلى منارة الحدباء الأثرية. وفي السياق، أفاد مصدر أمني بأن «طائرات التحالف الدولي قصفت أهدافاً في منطقة البورصة المتاخمة للمدينة القديمة». وزاد أن «قطعات الجيش صدت هجوماً للتنظيم استخدم فيه جرافة مفخخة على قرية البغلة الواقعة تحت سيطرته بين ناحية بادوش وقضاء تلعفر». وقال العبادي، خلال اجتماع مع قادة «الحشد الشعبي» إن «الباب الذي دخل منه الدواعش عبر الحدود يتم إغلاقه، وهذه المناطق كانت خارجة عن سيطرة الحكومات السابقة». وأضاف: «أننا نصل حالياً إلى الأشواط الأخيرة لتحرير الأراضي وعلينا الحيطة والحذر والاستمرار بالعزيمة نفسها وبالوحدة للقضاء على داعش، فجزء كبير من النجاحات التي تحققت هو أننا حرمنا العدو من الحواضن». وأكد أن «قضائي تلعفر (60 كلم غرب الموصل)، والحويجة (جنوب غربي كركوك) سيتم تحريرهما قريباً»، وقلل من شأن المخاوف المتعلقة بدخول «الحشد» الأراضي السورية، وقال إن «قواتنا عند الحدود تقوم بمهام التأمين وليس العبور، ولا نريد الدخول إلى الجانب الثاني». وأشارت مصادر عسكرية إلى «بدء القيادات العسكرية العليا وضع خطة لتحرير قضاء تلعفر»، وهي آخر مدينة في غرب نينوى ما زالت تحت سيطرة التنظيم وتحاصرها قوات «الحشد» من كل الجهات. وقال الخبير الأمني عبد الكريم خلف إن «أمام قوات الحشد قطع مسافة 55 كيلومتراً في محاذاة الحدود مع سورية للوصول إلى القائم، غرب محافظة الأنبار، لشل حركة عناصر التنظيم وحرمانه من المنافذ الحدودية تمهيداً لنشر القوات».