أفادت وزارة الخارجية الإيرانية بأن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيعقد لقاءات مع مسؤولين إيرانيين على رأسهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف في طهران اليوم، موضحة أن المحادثات تتمحور حول سورية. وأوضح مصدر في الخارجية الإيرانية أن دي ميستورا وصل إلى طهران ليل أمس، وسيلتقي اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ومعاونه في الشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري. وأضاف المصدر أن دي ميستورا سيجتمع أيضاً مع فريق التفاوض الإيراني في مفاوضات آستانة في شأن سورية. يذكر أن الجولة ال5 من مفاوضات آستانة أجريت في العاصمة الكازاخستانية الشهر الماضي، حيث ناقش المشاركون فيها الوضع حول مناطق خفض التوتر في سورية، التي تم الاتفاق على إنشائها خلال الجولات الماضية. وتريد روسيا، ومعها إيران والحكومة السورية إضافة محافظة إدلب شمال سورية إلى مناطق خفض التوتر التي شملت حتى الآن الجنوب السوري (درعا والقنيطرة والسويداء)، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وحمص. وتأتي محادثات المبعوث الأممي للأزمة السورية في طهران في وقت تشهد الأزمة تحولات لافتة. فبعد الموقف الفرنسي بصدد عدم اشتراط مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، باتت بريطانيا تقف على الأرضية نفسها، إذ لم تعد تشترط رحيل الأسد لبحث تسوية سياسية، وهو موقف حافظت عليه بريطانيا منذ عام 2011. وأشار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إلى التغيير الطارئ على السياسة المتبعة تجاه الملف السوري، في مقابلة مع «راديو 4» البريطاني والتابع لشبكة «بي بي سي» أول من أمس. وقال جونسون: «إنه من مصلحة الشعب السوري أن يرحل الأسد»، مضيفاً: «كنا نقول إنه يجب أن يذهب كشرط مسبق... الآن نقول إنه يجب أن يذهب لكن كجزء من عملية انتقال سياسي. وبإمكانه (الأسد) دائماً المشاركة في انتخابات رئاسية ديموقراطية». وأفاد ديبلوماسيون بأن جونسون كان يؤكد التحول التدريجي بسبب الأحداث على الأرض، مشيرين إلى أن الموقف الجديد يتقاسمه حلفاء بريطانيا والداعمون الإقليميون للمعارضة. وقال المعارض السوري يحيى العريضي، إنه يشعر بخيبة أمل من الدول الغربية التي عرضت تأييداً بالكلام، ولكن ليس من الناحية العملية. وأضاف: «يبدو أن مصالحهم قبل الأخلاق». جدير بالذكر أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن السبت، أن باريس لا تطرح رحيل الأسد شرطاً مسبقاً، وإنما ترى أولويتها في الحرب على «داعش». وكان دي ميستورا أعلن مطلع الشهر أن تشرين الأول (أكتوبر) المقبل سيكون شهراً حاسماً في الأزمة السورية.