بعد نحو أسبوع من القصف المتقطع بقذائف المدفعية والهاون وبالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على شرق دمشق وغوطتها الشرقية، عاودت القوات النظامية أمس استهدافها المكثف لأطراف العاصمة والغوطة. واستهدفت قوات النظام ب 15 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض – أرض المنطقة. ترافق ذلك مع اشتباكات هي الأعنف منذ نحو أسبوع، بين قوات النظام وعناصر «فيلق الرحمن» على محور المتحلق الجنوبي من جهة عين ترما. وتعني المواجهات أن الهدنة التي بدأت يوم 18 آب (أغسطس) الجاري بعد اتفاق «فيلق الرحمن» والقوات الروسية «ولدت ميتة». إذ أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف والاشتباكات تواصلت بوتيرة متقطعة. وكانت الهدنة وقُعت بعدما تعهد «فيلق الرحمن» بفك ارتباطه وتحالفاته مع «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) في غوطة دمشقالشرقية وشرق العاصمة. وينص الاتفاق على تثبيت وقف النار ومن ثم إدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار عن الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بعد التزام كامل الأطراف باتفاق الهدنة الذي جرى توقيعه بين ممثلين عن روسيا وممثلين آخرين عن «فيلق الرحمن»، على أن يتم منح ممر آمن لعناصر «هيئة تحرير الشام» وعوائلهم للخروج نحو إدلب، شمال سورية. وأفاد «المرصد» بأن القوات النظامية شنت أمس هجوماً على مواقع «فيلق الرحمن» في بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، ما يعتبر خرقاً لاتفاق «خفض التوتر». وقال مدير المكتب الإعلامي ل «فيلق الرحمن» موفق أبو غسان إن قوات النظام حاولت اقتحام جبهة عين ترما بثلاث آليات عسكرية، وتمهيد صاروخي بصواريخ الفيل، وقذائف مدفع «جهنم». وأضاف أن عناصر «فيلق الرحمن» صدّوا الاقتحام، مشيراً إلى أن النظام أراد اختبار جاهزية عناصر «فيلق الرحمن». من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن «الجيش السوري ينفذ تمهيداً نارياً على جبهة عين ترما – جوبر بعشرات القذائف والصواريخ مستهدفاً مواقع جبهة النصرة، وسط اشتباكات عنيفة تدور على محاور عدة». وأفاد الدفاع المدني في ريف دمشق بأن «أطراف عين ترما تعرضت لقصف بأكثر من 14 صاروخ أرض- أرض، وخمس قذائف مدفعية، ما أسفر عن أضرار مادية جسيمة في الممتلكات». وانضم حي جوبر الدمشقي إلى مناطق «خفض التوتر» ووقف النار، بموجب اتفاق وقّعه «فيلق الرحمن»، العامل في المنطقة، مع الجانب الروسي.