أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس إن القوات النظامية تتقدم نحو محافظة دير الزور، شرق البلاد، لفك الحصار عن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، موضحة أن الجيش السوري، مدعوماً بسلاح الجو الروسي، تمكن أمس من القضاء على مجموعة كبيرة من مسلحي تنظيم «داعش» قرب قرية غانم علي في ريف الرقة الشرقي علي ضفاف نهر الفرات. في موازاة ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية تقدمت في معركتها نحو دير الزور، وتمكنت من التوغل فيها من جهة البادية. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن: «تقدمت قوات النظام عشرات الكيلومترات من محور مدينة السخنة وسط البادية السورية، وتمكنت من التوغل مسافة 13 كيلومتراً في ريف دير الزور الجنوبي الغربي». وهذه هي المرة الاولى، على قوله، التي تدخل القوات النظامية محافظة دير الزور من جهة البادية وسط البلاد. وتسعى دمشق لاستعادة المحافظة عبر 3 محاور هي جنوب محافظة الرقة، وسط البادية، فضلاً عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبيةالشرقية لمحافظة دير الزور. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيانها بأنه «تمت تصفية أكثر من 800 إرهابي، بالإضافة إلى إعطاب 13 دبابة، و39 سيارة دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة، وتسع وحدات من وحدات المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون». وأكدت أن هذه العملية توجت بتدمير أقوى مجموعة ل «داعش» في المنطقة، لا سيما من حيث التسليح، مضيفة أن القوات السورية، بقيادة العميد سهيل حسن، تواصل بوتائر عالية تقدمها على طول ضفة نهر الفرات الشرقية لرفع الحصار عن مدينة دير الزور. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد شددت أكثر من مرة على أهمية معركة دير الزور، موضحة أن تحرير المحافظة سوف يعني دحر تنظيم «داعش» في سورية. تجدر الإشارة إلى أن محافظة دير الزور تبقى أكبر معاقل تنظيم «داعش» في سورية. وأطلقت القوات النظامية حملة لاستعادتها، بعد تحقيق القوات النظامية نجاحات كبيرة في محافظتي حمص والرقة، ولا سيما استعادة مدينة السخنة الاستراتيجية في البادية، آخر معاقل «داعش» في محافظة حمص. تزامناً، علم «المرصد السوري» من عدد من المصادر الموثوقة، أن القوات النظامية تمكنت من تحقيق تقدم جديد في البادية السورية، عقب اشتباكات مع «داعش»، ترافقت مع قصف مكثف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية على محاور القتال والتقدم. وأكدت مصادر للمرصد، أن قوات النظام تمكنت من التقدم لمسافة نحو 25 كلم شمال شرقي مناطق تمركزه على بعد نحو 36 كلم من مدينة السخنة بالبادية الحمصية الشرقية، ضمن عمليات توغل قوات النظام داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، تمهيداً لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها «تنظيم داعش» في محافظة دير الزور، حيث يفرض التنظيم سيطرته على غالبية المحافظة باستثناء مناطق في مدينة دير الزور ومحيطها تسيطر عليها قوات النظام، ومناطق توغل النظام من جهة محطة ال «تي تو» ومن جهة السخنة ومن جهة ريف الرقة الشرقي، ومناطق في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية»، وبذلك فإن قوات النظام، باتت تبعد من هذا المحور الذي يوصل إلى كباجب والشولا، نحو 65 كلم عن مدينة دير الزور التي تشهد مناطق سيطرة النظام فيها حصاراً يفرضه «داعش» منذ مطلع العام 2015، وتمكن بعدها من فرض حصار ثان، داخل الحصار الأول وذلك في مطلع العام الجاري 2017. إلى ذلك، هزت انفجارات عنيفة منطقة الشدادي في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة شرق سورية. وعلم «المرصد» أن الانفجارات ناجمة عن هجوم من عناصر من «داعش» على المدينة التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية». وأكدت المصادر للمرصد السوري أن اشتباكات عنيفة دارت بين المهاجمين وعناصر «قوات سورية الديموقراطية»، ترافقت مع تفجير أكثر من 6 عناصر من «داعش» لأنفسهم بأحزمة ناسفة، مستهدفين مواقع ومقراً رئيسياً ل «قوات سورية الديموقراطية»، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الأخير. ولا تزال عملية التمشيط في أطراف المدينة مستمرة، للتأكد من عدم وجود عناصر متوارين من «داعش». كما قتل عدة عناصر من المهاجمين قبيل تمكنهم من تفجير أنفسهم. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن العناصر المهاجمة عمدت إلى ارتداء زي عسكري مشابه لزي «سورية الديموقراطية» لتسهيل عملية التسلل هذه.