أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية ولبنانية وعراقية وأفغانية وفلسطينية تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي في بادية حمص الشمالية الشرقية، تمثل بسيطرة القوات النظامية على كامل منطقة الكوم وواحتها بريف حمص الشمالي الشرقي عقب اشتباكات عنيفة ومعارك ضارية مع «تنظيم داعش». وذكر «المرصد السوري» أن تقدم القوات النظامية جاء بغطاء جوي مكثف من قبل سلاح الجو الروسي بالإضافة لطائرات النظام الحربية المترافقة مع قصف صاروخي مكثف. وتأتي أهمية هذا التقدم كونه يضيق الخناق أكثر على «تنظيم داعش»، حيث باتت قوات النظام على بعد أقل من 25 كلم من فرض حصار كامل على التنظيم في مساحة تقدر بنحو 8000 كلم في البادية السورية. وأفاد «المرصد السوري» بأن اشتباكات عنيفة مترافقة مع تنفيذ طائرات النظام والطائرات الروسية ضربات مكثفة على محاور القتال، إضافة إلى القصف الصاروخي العنيف، مكنت قوات النظام من تحقيق تقدم جديد، حيث فرضت سيطرتها على 3 مناطق جديدة تقع في منطقة واحة الكوم. وخلفت الاشتباكات والقصف قتلى وجرحى بين طرفي القتال. وجاء التقدم بعد تمكن قوات النظام من تنفيذ عملية إنزال جوي يوم السبت في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، عند مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص ودير الزور، مكَّن قوات النظام من تقليص المسافة المتبقية في ريف حمص، بين قواتها المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة ودير الزور، وبين قواتها الموجودة في مدينة السخنة. كذلك تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم جديد في بادية السخنة بغطاء جوي وفرضت سيطرتها على نقاط جديدة شمال السخنة. وبحسب «المرصد» فإن المعارك العنيفة تتواصل بين «تنظيم داعش» من طرف، وقوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من طرف آخر، على محاور في شمال وشرق بادية مدينة السخنة بريف حمص الشرقي وعند أطراف منطقة واحة الكوم الشمالية الواقعة في مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص ودير الزور. كذلك تتواصل المعارك بين الطرفين على محاور عدة بريف حماة الشرقي. وتسعى قوات النظام من خلال هذه المعارك للتوغل أكثر وقضم مناطق سيطرة التنظيم الواحدة تلو الأخرى حيث اقتربت في شكل أكبر من فرض طوق كامل على آلاف الكيلومترات التي يسيطر عليها التنظيم في محافظتي حمص وحماة، بينما يسعى التنظيم لتجنب الحصار هذا في استماتته بالدفاع عن مواقع وشن هجمات معاكسة على قوات النظام لإبراز قدراته على الهجوم. وأدى تصاعد القتال إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وكان «المرصد السوري» نشر أول من أمس أن ما لا يقل عن 25 من عناصر «داعش» قتلوا وأصيب آخرون بجروح، خلال عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوات النظام بغطاء جوي من الطائرات المروحية والحربية الروسية في مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص ودير الزور. كما وثق «المرصد» مقتل ما لا يقل عن 6 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها. في موازاة ذلك، أفاد «المرصد» بأن «قوات سورية الديموقراطية» مدعمة بالقوات الخاصة الأميركية باتت تسيطر على نحو 57 في المئة من مدينة الرقة منذ انطلاقة معركة الرقة الكبرى في ال5 من حزيران (يونيو) الماضي. وجاء هذا التقدم عقب تمكن «سورية الديموقراطية» من السيطرة على حارتين على الأقل في مدينة الرقة القديمة، عقب اشتباكات عنيفة مع «داعش». فيما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين على محاور حي البريد ودرعية الغربية ومحاور أخرى بالأطراف الشمالية الغربية من المدينة القديمة، وسط سماع دوي انفجارات متفرقة بمدينة الرقة يرجح أنها ناجمة عن تفجير «داعش» عربة مفخخة على الأقل، كما تترافق الاشتباكات مع قصف متواصل يستهدف محاور القتال ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين. على صعيد متصل، وثق «المرصد السوري» مقتل 12 مدنياً بينهم طفل على الأقل جراء قصف طائرات «التحالف الدولي» على مناطق في مدينة الرقة، ليرتفع إلى 611 مدنياً على الأقل من بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و138 طفلاً و85 مواطنة ممن وثق «المرصد السوري» مقتلهم في مدينة الرقة وريفها، منذ ال5 من حزيران الماضي. في حين وثق «المرصد» مقتل نحو 735 عنصراً من «داعش» منذ بدء العمليات. بينما قتل 324 من قوات عملية «غضب الفرات»، و4 مقاتلين من الجنسيات الأميركية والجورجية والبريطانية. إلى ذلك، نقل «المرصد» عن مصادر موثوقة أن حملات الاعتقالات والنزوح تتواصل في محافظة دير الزور. ورصد نشطاء «المرصد» قيام «داعش» بتنفيذ مزيد من حملات الدهم والاعتقال التي طاولت عشرات الشبان، كما تتواصل عملية نزوح الأهالي من مناطق سيطرة «داعش» نتيجة التصعيد المستمر من قبل الطائرات الحربية التابعة للتحالف الدولي والطائرات الروسية. وأبلغت مصادر موثوقة «المرصد السوري» أن غالبية النازحين يفرون نحو ريف حلب، شمالاً، والحسكة، شرقاً، والركبان قرب الحدود الأردنية.