أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن ما لا يقل عن 25 من عناصر «تنظيم داعش» قتلوا وأصيب آخرون بجراح، خلال عملية إنزال جوي نفذتها القوات النظامية بغطاء جوي من الطائرات المروحية والحربية الروسية، في شمال منطقة واحة الكوم الواقعة في مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص ودير الزور، إثر القصف المكثف والاشتباكات العنيفة التي دارت بين عناصر «داعش» وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية. كما وثق «المرصد السوري» مقتل ما لا يقل عن 6 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وتمكنت قوات النظام خلال هذه العملية من التوغل داخل حدود محافظة حمص، واقتربت بشكل أكبر من فرض طوق كامل على آلاف الكيلومترات التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظتي حمص وحماة. وتحقق القوات النظامية والميليشيات المساندة لها تقدماً يومياً على حساب «داعش» لتغدو على مسافة 30 كيلومتراً من فرض الحصار على آخر معاقله في ريفي حمص وحماة. وساهم الانزال الجوي في تضييق الخناق على «تنظيم داعش» في ريف حمص الشمالي الشرقي حيث تتواصل الاشتباكات يرافقها قصف جوي كثيف للطائرات والمروحيات الروسية. كما مكّن الانزال الجوي، وفق مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، قوات النظام من «تقليص المسافة المتبقية بين قواتها المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة ودير الزور وتلك المتواجدة في شمال مدينة السخنة» في ريف حمص الشمالي الشرقي. من ناحيتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، أن الجيش السوري نفذ عملية إنزال جوي «بعمق 20 كيلومتراً خلف خطوط تنظيم داعش الارهابي جنوب بلدة الكدير على الحدود الادارية بين الرقة وحمص». وسيطر الجيش السوري خلال عملية الانزال الجوي «الناجحة» بحسب المصدر العسكري على ثلاث قرى في عمق البادية. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية أن «وحدات من الجيش السوري أمنت التقدم لمسافة 21 كيلومترًا باتجاه قرى خربة مكمان وبلدة الكدير جنوب الرقة، إلى جانب مسافة 12 كيلومترًا جنوب شرقي المدينة بعد السيطرة على بير الرحوم». وجاء هذا التقدم بعد عملية الإنزال الجوي بعمق 20 كيلومتراً خلف خطوط تنظيم «داعش» على الحدود الإدارية بين الرقة وحمص. وتدور جميع عمليات «داعش» في الأيام الماضية على جبهات ريف حماة الشرقي، وبخاصة المناطق المحيطة بمدينة السلمية. وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، تحاول دمشق فرض حصار على «داعش» المنتشر في ريفي حمص وحماة، من خلال الزحف انطلاقاً من مدينة السخنة تجاه الشمال الشرقي. ويفصلها عن الحصار الكامل أربعة نقاط أساسية تعتبر مواقع أساسية للتنظيم، هي جبل ضاهق، الطيبة، واحة الكوم. ويسيطر «داعش» على مساحات واسعة في ريفي حمص وحماة، ويحاول صدّ محاولات اقتحام مواقعه. ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ أيار (مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على منطقة البادية، التي تمتد على مساحة 90 ألف كلم مربع وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والاردنية. وبموازاة معارك البادية، تخوض القوات النظامية عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، منفصلة عن حملة «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً لطرد «داعش» من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سورية. وتهدف دمشق من خلال عملياتها هذه إلى استعادة محافظة دير الزور من «داعش» عبر دخولها من ثلاث جهات: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً من محور مدينة السخنة، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية. وتمكن الجيش السوري في اواخر حزيران (يونيو) من دخول المحافظة في المنطقة الحدودية مع العراق وفي اوائل آب (أغسطس) من جهة الرقة، إلا أنه لم يتوغل حتى الآن سوى كيلومترات قليلة في عمق المحافظة. ويسيطر «تنظيم داعش» منذ صيف العام 2014 على معظم محافظة دير الزور باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري حيث يحاصر «داعش» منذ بداية 2015 عشرات آلاف المدنيين والجنود السوريين. ويقتصر تواجد تنظيم «داعش» في محافظة حمص على عشرات القرى المتناثرة في ريفها الشرقي. وتمكن الجيش السوري قبل ايام من السيطرة على السخنة، آخر المدن الواقعة تحت سيطرة الجهاديين في ريف حمص الشمالي الشرقي في عمق البادية. وكان «المرصد السوري» أفاد بأن قوات النظام تمكنت من التوغل داخل الحدود الإدارية لريف حمص الشمالي الشرقي، قادمة من جهة ريف الرقة الجنوبي، حيث توغلت قوات النظام لمسافة نحو 15 كلم، وتمكنت من السيطرة على قريتي الكدير وخربة مكمن وآبار قريبة منها، بالقرب من منطقة واحة الكوم، التي لا يزال «داعش» يسيطر عليها. ودخلت قوات النظام الحدود الإدارية لحمص قادمة من الرقة لأول مرة في 14 تموز (يوليو) الماضي، حيث تمكنت من السيطرة حينها على حقول وآبار نفطية في أقصى شمال شرقي حمص.