انتقدت مذيعة سعودية توجه بعض القنوات التلفزيونية في توظيف المذيعات، الذي يركز في أحيان كثيرة على الشكل والناحية الجمالية للمذيعة فقط، ولكن سرعان ما تدرك القناة أن الشكل وحده لا يخلق مذيعة ناجحة. وبينت مقدمة برنامج «حياتنا» في القناة السعودية الأولى نوف العبدالله ل«الحياة»، أن الساحة تعج بالمذيعين، وبخاصة في ساحات التواصل الاجتماعي، إلا أن البقاء دوماً للأفضل، لافتة إلى أن بعض المذيعين يعملون فرقعة بالونية بظهورهم، وفجأة يختفون لأنهم دخلوا الميدان من دون مقومات، حتى إن بعض المذيعين ليس لديهم رسالة أو مضمون، وسرعان ما يتبخرون من سوق المذيعين، لأنهم لا يستمتعون بالعمل أصلاً. وقالت: «طريقنا لم يكن مفروشاً بالورد، أنا متزوجة وأم لطفلين، ومنعت من إجراء مقابلات ميدانية مع رجال أحياناً، فضلاً عن شح العائد المادي، والتصوير بين الناس في السوق، كلها لم تكن مثبطة أبداً، بل بالعكس كنت أستمد من هذا العذاب المتعة والصبر للمواصلة». وأضافت: «اهتمام المذيعة بالملابس الجميلة مهم جداً، لإكساب المشاهد الراحة البصرية، التي تضاف إلى قيمة المحتوى المقدم»، مشيرةً الى أنها أحياناً تستقل سيارة أجرة لتصل إلى الأستوديو، وإلى أن تصل حتى يكون «الميك أب تبهدل». وبينت أن المذيع الناجح يمتلك «كريزما» ليكون مذيعاً، أهمها عدم التوقف عن التدريب ومواصلة استقاء المهارات من أي مصدر، لافتة الى أنها تفخر بأخذ النصائح من مذيعين تركوا بصمتهم مثل محمد الشهري ومحمد خيري، وتستفيد من إرشاداتهم بتعديل بعض الجوانب الفنية، إضافة إلى التحاقها مع أطفالها بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، إذ إن التلاوة ومراجعة الآيات تعلم اللغة الفصحى ونطق الحروف بالطرق السليمة. وأشارت إلى أنها لا تهتم كثيراً بالمردود المالي، لأنها تستمع بالعمل وتطوير ذاتها، مؤكدة أنها تقرأ باستمرار حتى تكون مطلعة، كما لا تتوقف عن الدورات التدريبية، أو الاستفادة من الآخرين. وأوضحت أن من المصاعب التي يعاني منها البرنامج اعتذار الضيف عن المشاركة فجأة، أو اشتراط أن يتسلم خمسة آلاف ريال في مقابل مشاركته، أو استضافة ضيف شحيح الكلام، أي حين تسأله يجيب بكلمة أو كلمتين، ما يستدعى استنطاقه بمهنية لاستخراج المعلومة، مشيرةً إلى أن الخبرة منحتها التعامل مع الظروف كافة. ولفتت إلى أن من أخطاء المذيعين أن تعرف من لكنته أنه من جدة أو القصيم أو الشرقية، إذ إن «المذيع الناجح يتكلم بلغة فصحى بيضاء خالية من التلوث اللغوي، لأن المشاهد يتلوث باللغة المكسرة، وبخاصة الأطفال»، مبينةً أن التفرد بالشخصية الإذاعية وملكة الإطلالة المميزة في حاجة إلى عمل شاق، وتدريب متواصل. وقالت: «خطتي المقبلة مواصلة التدريب على المقاطع الصوتية والوقفات، والاستماع إلى القنوات الأخرى، حتى أصبح مذيعة أخبار سياسية، فأنا أقاتل كل الوقت وأتعب على نفسي، حتى أكتسب الثقة بالنفس، ولا أنتظر أحداً يقيمني». وبينت أن من النادر في السابق وجود مذيعات سعوديات، أما اليوم فالمذيعات السعوديات موجودات على الساحة، ما يجعل المنافسة أقوى، داعية إلى ضرورة الاستقواء بدعائم وملكات التدريب، فيما أشارت إلى أن بعض القنوات توظف الفتاة لشكلها فقط، ثم سرعان ما تدرك أن الشكل وحده لا يخلق مذيعة. وذكرت أن وزير الإعلام عواد العواد دائماً يشيد بطموحات الشباب ودعمهم للارتقاء بجودة الإعلام ودفع عجلة التنمية للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030. ونوهت بأن المذيع الجيد يجب أن يكون مراسلاً ميدانياً أولاً، إذ يلزم أحياناً كتابة المحاور والخبر حتى لو غاب المعد، كما يكتسب مهارة سرعة البديهة والتعامل مع الظرف، وتعجل البعض ليكون مذيعاً فوراً ربما يتسبب له في إرباك متواصل طوال فترة عمله. وأوضحت أنها منذ ثمانية أشهر تقدم البرامج مع المذيعتين إيمان رجب ومجدولين سامي، التي تركز على المواضيع الأسرية والاجتماعية، بعد مغادرتها قناة الاقتصادية التي كانت تقدم فيها البرنامج الصباحي «يسعد صباحك»، مشيرة إلى أنها حاربت وتحملت لتحظى بأن تكون مذيعة مميزة بالتلفزيون.