رفضت طهران طلب المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي تفتيش قواعد عسكرية ومنشآت نووية في إيران، ووصفت المطالب الأميركية بأنها تستند الى «ذرائع واهية». وأرفقت طهران رفضها بالإعلان عن تدشين مشروع نووي جديد في منشأة «فردو» السرية قرب قم. وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد ابراهيم رضائي، إن «إيران لن تسمح للأميركيين بتفتيش المنشآت النووية». وأتى تصريح رضائي لوكالة أنباء «تسنيم» تعليقاً على مفاوضات في هذا الشأن أجرتها المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو. وقال رضائي إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «تطرح دائماً مزاعم واهية ولا أساس لها، وتزعم عدم التزام إيران بالاتفاق النووي». واعتبر أن «المحافل الدولية لم تعد تكترث بتلك المزاعم». ورأى النائب الإيراني أن «الأميركيين يريدون الإيحاء بأن إيران تنتهك الاتفاق النووي، في حين أنهم هم من يفعلون ذلك». واعتبر الهدف من زيارة هايلي فيينا واجتماعها بأمانو هو «إقناع الوكالة بتفتيش الأميركيين المنشآت النووية الإيرانية، لكن عليهم أن يعلموا أن إيران لن تسمح لهم بتفتيش منشآتها النووية، كما أنهم لا يملكون الصلاحية القانونية اللازمة لهذا الأمر». وطالب رضائي الدوائر الديبلوماسية الإيرانية باتخاذ موقف أكثر حزماً لمواجهة «انتهاك الأميركيين واجباتهم بموجب الاتفاق النووي». وتوقف المراقبون عند طلب هايلي من الوكالة الذرية دخول قواعد عسكرية إيرانية، وهو موقف متطور عن مطالبتها الأساسية بتفتيش المنشآت النووية. وبررت مطالبتها بالقول في مؤتمر صحافي بعد عودتها من فيينا مساء الجمعة: «لدي ثقة كبيرة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنها تتعامل مع بلد له تاريخ واضح من الكذب والسعي الى برامج نووية سرية». وقال داريل كيمبل المدير التنفيذي ل «رابطة مراقبة التسلح» وهي مؤسسة بحثية، إن الاتفاق يحدد عملية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لطلب الوصول إلى أي موقع إيراني، والإعلان عما أذا كانت طهران قبلت هذا الطلب أو رفضته. وأكدت هايلي أن «خطة العمل الشاملة المشتركة (بموجب الاتفاق مع طهران) لا تميز بين المواقع العسكرية وغير العسكرية»، وأشارت الى وجود «مواقع عديدة غير معلنة ولم يتم تفتيشها». واعتبرتها «مشكلة». وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن إيران أجرت نشاطات مرتبطة بالأسلحة في موقع عسكري واحد على الأقل قبل سنوات من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وخلصت الوكالة إلى أن إيران أجرت سراً أبحاثاً على رؤوس حربية حتى عام 2009، الأمر الذي تنفيه طهران. في غضون ذلك، أعلن مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن طهران ستدشن قريباً المرحلة الأولى لمشروع نووي جديد في منشأة «فردو»، لافتاً الى أن شركات أوروبية عدة ترغب في شراء الماء الثقيل من إيران وقدمت طلبات رسمية في هذا الشأن. وقال صالحي في تصريح لوكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن المشروع النووي متعلق بالنظائر المستقرة ومجموعة من المراكز البحثية في منشأة «فردو»، مشيراً الى أنه سيتم تدشين المرحلة الأولى من المشروع في غضون أسبوع او أسبوعين، فيما سيكون الافتتاح الرئيسي في 9 نيسان (أبريل) المقبل.