تجددت المواجهات بين جيش جنوب السودان الموالي للرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين بزعامة رياك مشار في ولايتي الوحدة وأعالي النيل النفطيتين. وتوعدت جوبا المتمردين بهجوم واسع في حال تمادوا في خرق الهدنة، بينما يقترب الطرفان من توقيع اتفاق أمني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأعلن الناطق الرسمي باسم المتمردين لوال رواي أن معارك ضارية تدور منذ أول من أمس، فى مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، تزامناً مع معارك أخرى حول مدينة الناصر ثاني كبرى مدن ولاية أعالي النيل، يشارك فيها متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» التي قدمت من ولاية النيل الأزرق في شرق السودان المتاخمة للحدود الإثيوبية. وأضاف رواي أن المعارك اندلعت في بانتيو إثر هجوم من الجيش يسانده تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية». ورأى أن القوات الأوغندية و»حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور (غرب السودان) لا تزال تمثل حجر عثرة لهدوء الأوضاع على الأرض. وتابع: «لا أحد يستطيع أن يضمن توقف العنف في الجنوب ما لم تنسحب هذه القوات إلى بلادها». في المقابل، قال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير أن الجيش يقاتل في بانتيو وحولها لاستعادة السيطرة عليها. واعترف بوجود مقاومة شرسة من قبل المتمردين. واتهم اغوير المتمردين بقصف جنوب مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الواقعة تحت سيطرة الحكومة. وأشار إلى أن الجيش دافع عن نفسه ورد على خروق التمرد وهدد بهجوم واسع إذا تمادى المتمردون في خرق الهدنة. ويُنتظر توقيع الاتفاق الأمني الذي كانت توصلت إليه اللجنة الأمنية المنبثقة من فريقَي التفاوض في أديس أبابا. وينص الاتفاق على وقف إعادة بناء القدرات العسكرية واللوجستية وسحب القوات الأجنبية المشاركة في القتال مع كل طرف (القوات الأوغندية وحركات مسلحة من دارفور) إضافةً إلى فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمتضررين. إلى ذلك، اتهم الناطق باسم الرئاسة في جنوب السودان أتينغ ويك أتينغ، مشار بانتهاك اتفاق وقف النار الذي وقعه الطرفان أخيراً، وبعدم الجدية في السعي إلى السلام. وقال إن زعيم التمرد وقّع الاتفاق تحت ضغوط شديدة من رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، مشيداً في الوقت ذاته بالرئيس سلفاكير، واصفاً إياه برجل السلام. وكشف أتينغ أن جوبا تريد وساطة قبل تكوين أي حكومة انتقالية، داعياً المتمردين إلى الاعتراف بحكومة جنوب السودان، إلا أن الناطق باسم وفد التمردين في محادثات السلام يوهانس موسى طالب حكومة جوبا بإظهار الجدية في تشكيل حكومة انتقالية تترأسها شخصية مستقلة لفترة انتقالية محددة، تليها انتخابات بعد إقرار دستور البلاد. من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالين هاتفيين بكل من سلفاكير ومشار، وحضهما على الالتزام بوقف القتال وإحراز تقدم بشأن تشكيل حكومة انتقالية مع السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من أعمال العنف. وأعلن كيرى عن قيام الولاياتالمتحدة بالتعاون مع الأممالمتحدة بمراجعة مهمة البعثة الدولية فى جنوب السودان لتسهيل انتشار قوات حفظ السلام الدولية هناك سريعاً ودعم عمل المراقبين التابعين لمنظمة «إيغاد».