في خطوة تفتح الطريق أمام طرد «تنظيم داعش» من أكبر معاقله في سورية، طوقت القوات النظامية «داعش» في شكل كامل في البادية وسط البلاد، وقطعت خطوط إمداده. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن تقدم القوات النظامية في البادية وحصار داعش في شكل كامل «أهم من معركة تحرير دير الزور» لأنه أتاح للقوات النظامية القضاء على أهم معاقل داعش في البادية. ومع ارتفاع وتيرة العنف في معارك الرقة وسقوط مئات القتلى المدنيين، دعت الأممالمتحدة أمس إلى «هدنة إنسانية عاجلة» للسماح لحوالى 20 ألف مدني بالخروج من الرقة. وأضاف «المرصد» أن القوات النظامية أحرزت تقدماً استراتيجياً على حساب «داعش» في ريف حمص، وأحكمت حصاراً كاملاً على جيب خاضع له تقدر مساحته بنحو ألفي كيلومتر مربع، بعد سيطرتها على جبل الضاحك وخربة الطلاع ووادي أبو قلة، ما أتاح لها الالتقاء بالقوات النظامية الأخرى الموجودة شمال مدينة السخنة التي استعادتها القوات النظامية مطلع هذا الشهر. وتخوض القوات النظامية بدعم جوي روسي منذ أيار (مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع وتربط محافظات عدة في الوسط مع الحدود العراقية والأردنية. ومن شأن طرد «داعش» من البادية أن يفتح الطريق أمام القوات النظامية لبدء معركة دير الزور شرق سورية، والتي تشكل القسم الأخير من هذه المنطقة الصحراوية وآخر محافظة تخضع لسيطرة «داعش». ويسيطر التنظيم على غالبية دير الزور، الغنية بالنفط والموارد الطبيعية، باستثناء جزء صغير من المدينة تحت سيطرة القوات الحكومية. في موازاة ذلك، حض يان إيغلاند رئيس بعثة الشؤون الإنسانية الدولية القوى المتحاربة في سورية على بدء هدنة إنسانية عاجلة. وقال للصحافيين في جنيف أمس: «الآن هو الوقت المناسب للتفكير في الاحتمالات والهدن أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تسهل فرار المدنيين» من الرقة. وزاد: «المطلوب أن تبذلوا كل ما في وسعكم لتمكين الناس من الخروج... يجب عدم المغامرة بتعريض الفارين لغارات جوية لدى خروجهم». وقال إيغلاند إن أي هدنة إنسانية لن تشمل بالطبع «داعش»، الذي يفعل «كل ما في وسعه لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية». وأضاف: «لا أستطيع أن أتخيل مكاناً أسوأ من ذلك المكان على وجه الأرض الآن». وذكرت منظمة العفو الدولية أن سكان الرقة يواجهون حالة من «التيه القاتل» بسبب تعرضهم لإطلاق النار من جميع الجهات، مع ارتفاع عدد قتلى الضربات الجوية التي يشنها «التحالف الدولي». تزامناً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تأمل في أن يتم قريباً إتمام الاتفاقات الخاصة بإنشاء منطقة رابعة لخفض التوتر في ريف إدلب. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي: «نأمل في أن تسمح المشاورات الجارية حالياً بين المشاركين في عملية آستانة (روسيا وإيران وتركيا) بتثبيت الاتفاقات حول رابع منطقة لخفض التوتر ستقام في إدلب. ورداً على سؤال حول تأثير التوتر في العلاقات الروسية- الأميركية على سورية، قال لافروف: «نحن براغماتيون»، مشدداً على أن «موسكو تدرك أن لا مكان هناك للحيف والتباهي، بل يدور الحديث عن خطر يهدد الجميع». من ناحية أخرى، قال رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الأممي إلى سورية، إن المنظمة الدولية «ما زالت تقوّم» نتائج محادثات عقدت هذا الأسبوع بين منصات المعارضة الثلاث في الرياض، موضحاً أنه بناء على التقييم ستقرر الأممالمتحدة ما إذا كانت الجولة الجديدة لجنيف ستعقد في أيلول (سبتمبر) المقبل.