حققت قوات النظام السوري أمس (الخميس) تقدماً كبيراً في البادية السورية، مسيطرة على أربعة حقول غاز، ومضيقة الخناق على تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في وسط هذه المنطقة الصحراوية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ أيار (مايو) الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع وتربط وسط البلاد بالحدود العراقية والأردنية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «تمكنت قوات النظام الخميس من حصار بلدة عقيربات ونحو 44 قرية في محيطها في منطقة تمتد بين محافظتي حماة وحمص» في وسط البلاد. واكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم حصار «داعش»في هذه المنطقة، مضيفة «باتت آخر طرق الامداد بالسلاح والذخائر للمتشددين في منطقة عقيربات تحت مرمى نيران الجيش السوري». واوضحت الوزارة أن «القوات الجوية الروسية تقوم دائماً بطلعات جوية للاستطلاع عبر الطائرات المسيرة لتدمير مدرعات وشاحنات البيك اب المحملة بالأسلحة الثقيلة وسيارات المتشدين» الذين يحاولون الفرار من هذه المنطقة باتجاه محافظة دير الزور القريبة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة «داعش». وفي اطار معركة البادية، تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على مساحة نحو ألف كيلومتر مربع في محافظة حمص تتضمن أربعة حقول غاز، وفق المرصد. وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بدورها حصار بلدة عقيربات والسيطرة على حقول الغاز. وفي وسط البادية، لم يبق أمام الجيش السوري، بحسب المرصد، سوى 25 كيلومترا لتلتقي قواته الآتية من منطقة الكوم في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي مع تلك القادمة من مدينة السخنة الى الجنوب منها، ولتفرض «حصاراً كاملاً» على «داعش» في هذا الجزء من البادية المحاذي لمحافظتي الرقة (شمال) ودير الزور (شرق). وبموازاة معارك البادية، يخوض الجيش السوري عملية عسكرية ضد التنظيم المتطرف في ريف الرقة الجنوبي، وهي عملية منفصلة عن حملة «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة اميركيا لطرد المتشددين من مدينة الرقة، معقلهم الابرز في سورية. ويهدف الجيش السوري من خلال عملياته هذه الى استعادة محافظة دير الزور من المتشددين عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية. وتمكن الجيش السوري في أواخر حزيران (يونيو) من دخول محافظة دير الزور في المنطقة الحدودية مع العراق وفي اوائل آب (أغسطس) من جهة الرقة، إلا انه لم يتوغل حتى الآن سوى كيلومترات قليلة في عمق المحافظة. ويسيطر «داعش» منذ صيف العام 2014 على معظم محافظة دير الزور باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري حيث يحاصر المتشددون منذ بداية 2015 عشرات آلاف المدنيين والجنود السوريين.