عاد الهدوء إلى مخيم عين الحلوة الفلسطيني، قرب صيدا، بعد ليلة ثالثة من الاشتباكات هي الأعنف منذ بداية الأحداث الأخيرة بين القوة المشتركة وحركة «فتح» من جهة ومجموعات مسلحة تابعة للمطلوبين البارزين بلال بدر وبلال العرقوب والتي أسفرت في حصيلة أولية عن سقوط أربعة قتلى ونحو 18 جريحاً. وأفيد في هذا السياق بأن الاتصالات المكثفة التي سجلت خلال الساعات القليلة الماضية على أكثر من مستوى وصعيد، فلسطينياً ولبنانياً أثمرت وقفاً لإطلاق النار هو الثالث منذ بدء الاشتباكات بعد سقوط اتفاقين متتاليين على وقف النار. فيما لا تزال مئات العائلات التي نزحت من المخيم هرباً من نيران الاشتباكات خارج بيوتها ولم تعد إلى المخيم بانتظار تثبيت دائم لوقف النار. وكانت الاشتباكات تركزت ليل أول من أمس على محور حي الطيري- سوق الخضار- جبل الحليب في الشارع الفوقاني للمخيم واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون. وأدى تجدد الاشتباكات إلى سقوط قتيل من مجموعة بلال عرقوب يدعى سعيد داود فضلاً عن احتراق عدد من المنازل والمحال التجارية وتضرر أخرى ونزوح المزيد من العائلات. وصباحاً، تراجعت حدة الاشتباكات واقتصرت على إطلاق رشقات متقطعة ورصاص قنص قبل أن يعود الهدوء التام إلى المخيم إنفاذاً للاتفاق الجديد على وقف إطلاق النار. وقالت مصادر لبنانية مواكبة ل «الحياة» إن الذي بادر بالتفجير «هم مجموعة العرقوب المدعومة من بلال بدر، فيما حركة حماس وعصبة الأنصار ليستا متحمستين لحسم المعركة وتريدان البقاء على الحياد». وفيما تشكك المصادر بأن تكون أحداث عين الحلوة «رداً على المعارك الدائرة في الجرود، أو تريد نقلها إلى خارج هذه المنطقة»، أكدت أن «هناك صراع داخل المجموعات المتشددة. فريق من القدماء منهم كانوا يرغبون الخروج من المخيم وربطوا أنفسهم بجبهة النصرة وسرايا أهل الشام وكانوا يريدون المغادرة معهم وبينهم مطلوبون ورفضت الدولة اللبنانية ذلك. وقسم آخر هم التكفيريون الذين يصعدون لفرض وجودهم، والقول إن مصيرنا أين، خصوصاً بعدما انتهى مشروع ترحيل النصرة والسرايا، لإثبات حضورهم مستفيدين من عدم وجود رغبة من القوى الإسلامية المنضوية في اللجنة المشتركة بحجة أن حركة فتح هي التي اختارت التوقيت والرد».