عرضت الولاياتالمتحدة على المجموعة العربية لدى الاممالمتحدة مساء امس نصاً منقحاًَ لبيان رئاسي لمجلس الامن في شأن المستوطنات كانت طرحته كجزء من صفقة - رزمة في مقابل عدم اصرار العرب على التصويت على مشروع قرارهم في مجلس الامن ضد المستوطنات. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ان الرئيس محمود عباس دعا الى اجتماع عاجل للقيادة الفلسطينية اليوم لمناقشة العرض الاميركي، مضيفا: «من الواضح ان الاميركيين قلقون اذا واصلنا نهجنا في عرض مشروع القرار للتصويت في مجلس الامن، لان استخدامهم للفيتو سيعني انهم يدعمون اجراءات اسرائيلية غير قانونية، وهذا يعرضهم لاحراج مع 130 دولة عضوا في الاممالمتحدة تدعم مشروع القرار ومع الجماهير العربية، لذلك هم حريصون على البحث عن مخرج». وتابع ان «الرئيس باراك اوباما اتصل هاتفيا بعباس لمدة 50 دقيقة مساء امس، باحثاً عن فرصة اللحظة الاخيرة على نحو يحفظ ماء وجه الادارة الاميركية ومصداقية السلطة الفلسطينية». وجاء النص المعدل بعدما رفضت لجنة المتابعة العربية الصفقة الاميركية في نصها الاصلي اول من امس. وكان متوقعا ان يجتمع في ساعة متقدمة من ليل الخميس - الجمعة سفراء الدول الاعضاء في لجنة المتابعة العربية التي ترأسها قطر وتضم فلسطين ولبنان والجزائر وتونس والبحرين ومصر والجامعة العربية، لدرس النص الجديد للبيان الرئاسي. وقالت مصادر اللجنة ان اللغة الجديدة لنص البيان «ليست مغرية»، الا ان هناك رغبة بعدم صد الباب كليا اذا كان في الامكان التوصل الى لغة مقبولة. وكان السفراء العرب اتخذوا قرارا اول من امس بالتوجه الى مجلس الامن اليوم بهدف طرح مشروع القرار الذي تدعمه 14 دولة من اصل 15 دولة عضوا في مجلس الامن. واتصلت سفيرة البرازيل، رئيس مجلس الامن للشهر الجاري، بسفراء عرب، متمنية عليهم عدم رفض الصفقة الاميركية وانما التمعن بالنص المعدل للبيان الرئاسي بأمل التوصل الى نص مقبول. وكانت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس عرضت في مقابل تراجع العرب عن التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان، رزمة من ثلاثة بنود: بيان رئاسي لمجلس الامن يعارض الاجراءات الاسرائيلية الاحادية ويرفض شرعية المستوطنات، وموافقة الولاياتالمتحدة على مبادرة روسية بقيام وفد من سفراء اعضاء مجلس الامن بجولة على دول المنطقة دعما للعملية السلمية، الامر الذي يعطي دورا مباشرا لمجلس الامن في عملية السلام، واعتماد الولاياتالمتحدة لغة جديدة واعطاء زخم جديد في اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وكان عباس اكد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس أورتا الزائر امس ان المجموعة العربية في الاممالمتحدة ماضية في عرض مشروع القرار العربي المطالب بإدانة الاستيطان على مجلس الامن. وفي موضوع الانقسام الفلسطيني، قال انه لن يقبل بإجراء الانتخابات العامة المقبلة في الضفة دون قطاع غزة، مضيفاً: «هذا غير مقبول اطلاقا بالنسبة الينا. الانتخابات تشمل الضفة وغزة، ومن دون هذا لا نستطيع اجراءها». من جانبه، قال الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري ان تراجع عباس يثبت أن الحركة كانت على حق وان هذا مثال جيد على حال الارتباك التي تعيشها السلطة الفلسطينية. واضاف ان الانتخابات ليست الحل السحري للأزمة الفلسطينية، وان هناك حاجة الى دراسة شاملة واعادة تقويم للوضع الفلسطيني برمته حتى تتسنى اعادة التنظيم. وتابع أنه يمكن أن تأتي الانتخابات كنتيجة لاعادة التنظيم هذه وليس كمقدمة لها. تظاهرة ضد الانقسام وكان آلاف الفلسطينيين، غالبيتهم من الشبان، تظاهروا في رام الله امس ضد الانقسام بين حركتي «فتح» و«حماس»، مستهلمين تجربة الانتفاضة الشعبية المصري. وغلب العنصر الشبابي على التظاهرة التي دعت اليها شبكة المنظمات الاهلية ومجموعات شبابية في رام الله. وفرد عشرات الشبان الصغار علماً فلسطينياً كبيراً في ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وهم يهتفون مطالبين بإعادة الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهم يرددون: «الشعب يريد انهاء الانقسام». وقال رفعت المصري (16عاما) الطالب في مدرسة الفرندس في رام الله وهو يمسك مع رفاقه بطرف العلم: «اذا كان الشباب المصري نجح في الثورة ضد النظام، فإننا قادرون على النجاح في الثورة ضد الانقسام». واكد مفوض الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ممدوح العكر انه واثق هذه المرة من نجاح الشعب الفلسطيني في انهاء الانقسام بسبب تصدي الشبان الصغار للمهمة. وأضاف: «للمرة الاولى أكون على ثقة بأن الانقسام سينتهي لان وراء العمل الشباب الصغار».