عزا ديبلوماسيون أجانب وموظفون إسرائيليون كبار العزلة الدولية المتسعة رقعتها التي تتعرض لها إسرائيل منذ أكثر من عام، إلى عدم ثقة زعماء العالم بنيات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في شأن عملية السلام مع الفلسطينيين. ونقلت صحيفة «هآرتس» ان وزير الخارجية النروجي يونس ستوره أبلغ نتانياهو هذه الحقيقة في لقائهما قبل شهرين في القدسالمحتلة عندما قال له: «أنا شخصياً أعتقد أنك جاد في عملية السلام، لكن كثيرين من نظرائي في اوروبا يعتقدون عكس ذلك، ما يحتم عليك التقدم في العملية السياسية». وأفادت الصحيفة بأن اتساع العزلة الدولية تمثل العام الماضي بتراجع عدد الزيارات التي قام بها نتانياهو خارج إسرائيل إلى ثمان فقط شملت ست دول «منها زيارة واحدة فقط مهمة كانت لباريس»، بينما في العام الذي سبقه قام ب 13 زيارة لتسع دول. وأضافت أن نتانياهو بات يشعر بضغط العزلة الدولية المتزايدة، وأن دولاً كثيرة لم تستجب طلبه زيارتها، وفي مقدمها الهند والأردن، على رغم التوجهات المتكررة من مكتب نتانياهو لترتيب زيارة للأخير الى البلدين. أما الصين، فما زالت غاضبة من نتانياهو على إلغاء زيارته لها وتفضيله المشاركة في مؤتمر للمنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، وعليه فإنها لا تنوي الاستجابة قريباً لطلب مجدد لزيارته لها. وزادت ان نتانياهو سيغادر بعد شهر إسرائيل لزيارة كل من بلغاريا وتشيكيا، «وهما دولتان من مجموعة دول قليلة لا تنتقد إسرائيل على خلفية الاستيطان». ولفتت إلى أن نتانياهو يتفادى زيارة دول مثل بريطانيا وألمانيا وإسبانيا لئلا يتعرض لانتقادات أو ضغوط سياسية في المسألة الفلسطينية. وتابعت الصحيفة ان عدم ثقة العالم بنتانياهو انعكس في الزيارة الأخيرة للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل لإسرائيل، التي تعتبر أبرز أصدقاء إسرائيل في اوروبا، عندما لم تخفِ خيبة أملها من نتانياهو بتوجيهها سؤالاً له عن مشروعه السياسي. ولم يعجبها رد نتانياهو بأنه يعتزم إلقاء خطاب سياسي في المستقبل، بل طالبته باتخاذ خطوات عملية وعدم الاكتفاء بتصريحات فضفاضة. ولفتت إلى أن ميركل ألقت غداة لقائها نتانياهو خطاباً شديد اللهجة في تل أبيب ضد سياسة الحكومة، ما أثار حفيظة نتانياهو الذي كان طالبها بعدم نشر الخلافات بينهما على الملأ. وأشار المراسل السياسي للصحيفة إلى أن علاقات نتانياهو تردت أيضاً مع الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني، وكلاهما اعتُبر من أصدقائه القريبين، اضافة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي «أبلغت نتانياهو انه لا يمكنه مواصلة تضييع الوقت»، محذرة من أن سياسته تتسبب في خسارة إسرائيل أهم أصدقائها في اوروبا. ورفض مكتب نتانياهو الربط بين تراجع عدد زيارات رئيس الحكومة لدول العالم والعزلة الدولية، وقال معقباً إن رئيس الحكومة منشغل في القضايا الداخلية الملحة. وأضاف ان زيارة ميركل لإسرائيل تنفي تعرض نتانياهو لعزلة دولية، وأن رؤساء بولندا وإيطاليا وتشيكيا واليونان يعتزمون زيارة تل أبيب مع وزراء حكوماتهم، كما أن نتانياهو تلقى دعوات لزيارة عدد كبير من الدول مثل استراليا والصين وانكلترا وفرنسا وهنغاريا ورومانيا وروسيا وهولندا والولاياتالمتحدة واليابان والبرازيل وغيرها.