هزت حوادث طعن مدينتي توركو جنوب غربي فنلندا ووتربال غرب ألمانيا أمس، غداة هجومين تبناهما تنظيم «داعش» في مدينة برشلونة وبلدة كامبريلس الإسبانيتين وحصدا 14 قتيلاً و130 جريحاً. وأفادت السلطات الفنلندية بأن قتيلين على الأقل سقطا فيما جرح 8 معظمهم نساء، في هجوم توركو الذي تمكنت الشرطة من إطلاق النار على أحد منفذيه فيما أفادت تقارير أن عدد المهاجمين وصل إلى ثلاثة وأنهم هتفوا «الله أكبر» لدى تنفيذ الهجوم، ما أثار مخاوف واسعة ودفع السلطات إلى رفع مستوى الاستنفار الأمني في مطار هلسنكي ومحطات قطارات، مع تواصل «البحث عن مشبوهين محتملين آخرين». وفي ووتربال القريبة من مدينة دوسلدورف، قتل ثلاثة مهاجمين رجلاً وجرحوا آخر طعناً بالسكاكين ثم لاذوا بالفرار، ما أدى إلى شن حملة واسعة لتعقبهم وسط تكتم السلطات عن هوياتهم ودوافعهم. لكن تزامن الاعتداء مع عمليات الطعن في فنلندا وهجوم برشلونة، أوجد رابطاً بين تلك الحوادث. ومع تواصل العملية الأمنية في إسبانيا التي كانت شهدت آخر هجوم إرهابي اعتبر الأكبر في أوروبا في 11 آذار (مارس) 2004، وأسفر عن 191 قتيلاً في تفجير قطارات، أفاد مصدر قضائي مطلع على التحقيقات في الهجوم المزدوج في برشلونة الذي تبناه «داعش»، بأن السلطات الإسبانية تعتقد بأن «خلية مغربية» تضم بين 8 و12 شخصاً نفذت عمليتي الدهس في لا رامبلاس وكامبريلس، وأن الخلية خططت لاستخدام أسطوانات غاز البوتان خلال عملية شارع لا رامبلاس المكتظ في برشلونة، «ما يشير إلى أن هدف الهجوم كان أكبر من عملية الدهس» التي كانت مدن أوروبية أخرى شهدت مثلها في الأشهر الأخيرة، بينها نيس الفرنسية والعاصمة الألمانية برلين والعاصمة البريطانية لندن، وتبنى «داعش» غالبيتها. وعزز ذلك الاعتقاد مقتل شخص يعتقد بأنه عضو في الخلية بانفجار عبوة كان يحضرها داخل منزل في بلدة الكانار يُعتقد بأنه استخدم مصنعاً للمتفجرات. واعتقلت الشرطة مشبوهاً من مواليد جيب مليلية الإسباني في المكان، بعدما أوقفت ثلاثة آخرين أحدهم إدريس أوكبير (24 سنة)، وهو الشقيق الأكبر لمنفذ هجوم برشلونة موسى أوكبير (18 سنة)، والذي سلم نفسه بعد تقارير عن استعمال وثائقه في استئجار الفان الذي استخدم لتنفيذ عملية الدهس. وأعلنت الشرطة لاحقاً مقتل موسى أوكبير مع 4 آخرين استقلوا سيارة من طراز «آودي آي 3» لتنفيذ عملية دهس ثانية على شاطئ كامبريلس بعد ساعات من عملية برشلونة التي أسفرت عن جرح ستة مدنيين وشرطي واحد. وأعلنت السلطات أنها لا تزال تبحث عن 3 مشبوهين هم سعيد علاء ومحمد هشامي وموسى أو يعقوب. وتأكد مقتل بلجيكية وأميركي بهجوم برشلونة، بينما ضمت لائحة الجرحى 26 فرنسياً بينهم 11 إصاباتهم خطرة، و13 ألمانياً و3 جزائريين. وفي وقت قدم ملك المغرب محمد السادس تعازيه لذوي الضحايا والشعب الإسباني، بث القصر الملكي الإسباني رسالة للملك فيليبي السادس قال فيها: «لن يرهبونا. كل إسبانيا في برشلونة. لا رامبلاس ستعود مجدداً إلى الجميع»، فيما شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ضرورة وقف «الإرهاب الإسلامي» بأي طريقة، وبالوسائل الأكثر شدة. لكنه استدرك أن «الأمن الداخلي وحدود الولاياتالمتحدة أكثر إحكاماً من أي وقت». وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن «الإرهاب لن يهزمنا أبداً»، في حين دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مكافحة عالمية ل «قوى الإرهاب».