تواصل قوات الأمن المصرية مطاردة فلول تنظيم «داعش» في الجنوب، بعد أن فقد التنظيم تماسكه وسط معلومات عن قطع خطوط الاتصال بين قيادته وأعضاء الخلية التي نفذت الهجمات الدموية الكبرى التي أرّقت المصريين في الشهور الماضية، بالتركيز على استهداف دور العبادة المسيحية، إذ فجر انتحاريون 3 كنائس في القاهرة والإسكندرية وطنطا، وقتل مسلحو التنظيم عشرات المسيحيين في صحراء المنيا خلال رحلة دينية. وأعلنت وزارة الداخلية أمس قتل اثنين من عناصر الخلية في الجبل الغربي المتاخم لمحافظة أسيوط، أحدهما انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وذلك بعد يوم واحد على قتل انتحاري من أعضاء الخلية في المنطقة نفسها. وقالت وزارة الداخلية إن معلومات قطاع الأمن الوطني أكدت فرار أعضاء الخلية التي يقودها الإرهابي عمرو سعد عباس في دروب الظهير الصحراوي الغربي لمحافظات الوجه القبلي، لافتة إلى أن ثلاثة منهم أوقفوا سيارتين في طريق الفرافرة - ديروط الصحراوي واستولوا على إحداهما تحت تهديد السلاح، وقُتل أحدهم خلال تبادل لإطلاق النيران بعد أن فجر نفسه بحزام ناسف كان في حوزته. وباستكمال عملية التمشيط عثر على السيارة عند الكيلو 150 بطريق الفرافرة - ديروط على بعد 20 كيلومتراً داخل الصحراء. ثم لاحقت أجهزة الأمن الإرهابيين في إحدى المناطق الجبلية على عمق 40 كيلومتراً داخل الصحراء. ولدى محاولة القوات توقيفهما بادرا الى إطلاق النيران صوبها، فتعاملت معهما، ما أسفر عن مقتلهما، وتناثرت أشلاء جثة أحدهما لارتدائه حزاماً ناسفاً. وتسعى أجهزة البحث الجنائي إلى تحديد هويتهما عبر تحاليل البصمة الوراثية. وعثر بحوزة الإرهابيين على بندقيتين آليتين وقنبلتين يدويتين و12 خزنة بندقية آلية وكمية من الذخيرة. وأكدت المصادر أن معلومات الأمن تشير إلى فقد الإرهابي عمرو سعد عباس السيطرة على أعضاء خليته، وانقطاع التواصل بينهم، ما دفع عناصر تابعة للخلية للإقدام على تنفيذ هجمات بقرارات فردية، بعيداً من المخططات الرامية إلى استهداف دور العبادة المسيحية. وأشارت إلى أن الخلية كانت تنوي استهداف «دير العذراء» في جبل درنكة في غرب أسيوط خلال الاحتفالات الكبرى التي يشهدها الدير بالتزامن مع بدء «صوم العذراء» إحياءً لرحلة العائلة المقدسة التي مر مسارها في جبل درنكة، وفيه المغارة التي آوت العائلة المقدسة والتي تحولت إلى كنيسة ضمن منشآت الدير. وأشارت المصادر إلى دراسة مطالب في شأن تفعيل خطة سابقة معروفة باسم «الحزام الأمني» في محيط طرق الجبل الغربي، خصوصاً الطرق السياحية، التي تربطها طرق جانبية بالجبل ومدقاته المتعددة، في الأقصر وأسوان وقنا وسوهاج، حيث من المنتظر أن يصدر قرار وشيك بحظر زراعة محصولي القصب والموز على جانبي تلك الطرق بهدف منع المتشددين من التخفي وسط تلك الزراعات التي توفر ملاذاً آمناً لهم، وتسهيل عملية مطاردة أي عناصر قد تنجح في الإفلات من الحصار المطبق للجبل الغربي. وتفقد اللواء عصام الحملي مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد يرافقه مدير أمن قنا اللواء علاء العطار، التمركزات الأمنية المنتشرة على مداخل الطرق الجبلية في المحافظة، خصوصاً جبل أبو تشت، فيما قام مدير أمن الأقصر اللواء مصطفى صلاح بتفقد الخدمات الأمنية في محيط المزارات الأثرية والتمركزات القريبة من الجبل الغربي.