وضعت أجهزة الأمن المصرية، على رأس أولوياتها، ضرب خلايا تنظيم «داعش» الكامنة في محافظات العمق، بعدما باتت تُشكل خطراً داهماً، بان أثره في تفجيري كنيستيْ الإسكندرية والغربية، اللذين سقط فيهما 47 قتيلاً بعد وفاة جريحين، وتبناهما «داعش». وأحبطت قوات الأمن خطط التنظيم شن هجمات على كنائس وشخصيات قبطية في جنوب مصر، وقتلت 7 من أعضاء خلية كانت تعتزم تنفيذ تلك الهجمات. وأقر البرلمان المصري بالإجماع قرار إعلان حاله الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، التي دخلت حيز التنفيذ ظهر أول من أمس، بعدما دافع رئيس البرلمان علي عبدالعال، ورئيس الحكومة شريف إسماعيل عن الطوارئ التي «تستهدف الإرهابيين»، فيما توعد إسماعيل خلال إلقاء بيان الحكومة أمام البرلمان (أمس) ب «عقاب رادع لجماعات الإرهاب ومن يقف وراءها» (للمزيد). وتم استنفار لجان البرلمان لمناقشة حزمة من القوانين معنية بالتعاطي مع تطور العمليات الإرهابية. وأقرت اللجنة التشريعية تعديلات على قانون الطوارئ، تعطي صلاحيات واسعة للشرطة «في ضبط المشبوهين واحتجازهم»، وبدأت لجنة «الدفاع والأمن القومي» البرلمانية في الإعداد لمشروع قانون آخر ل «مكافحة الجرائم الإلكترونية»، وناقشت لجنة الشؤون الدينية، مشروع قانون ل «تنظيم الفتوى». وقال محافظ الغربية اللواء أحمد صقر، إن الأرجح أن «خلايا إرهابية» نائمة نفذت تفجير كنيسة «مار جرجس»، مستبعداً أن يكون المتورطون هم من نفذوا هجوماً في المدينة ذاتها استهدف مركزاً لتدريب الشرطة قبل تفجير الكنيسة بأيام، بسبب اختلاف أسلوب تنفيذ الهجومين. وتبنى الهجوم الأول «لواء الثورة» التابع على الأرجح لجماعة «الإخوان»، والثاني تبناه تنظيم «داعش». وقالت وزارة الداخلية في بيان، إن قواتها هاجمت وكراً لمتطرفين تابعين لتنظيم «داعش» في إحدى المناطق الجبلية في محافظة أسيوط (في الجنوب) وقتلت 7 «إرهابيين» حددت أجهزة الأمن هوية 3 منهم، وعُثر على أسلحة وذخائر. وأضافت أن الخلية كانت تُعد لاستهداف منشآت في أسيوط أبرزها دير «السيدة العذراء» في قرية درنكة، وبعض الشخصيات المسيحية وممتلكاتها في محافظتيْ أسيوط وسوهاج، وضباط وأفراد من الشرطة، ومنشآت شرطية واقتصادية ومحاكم. وتستنفر الأجهزة العسكرية والأمنية لتأمين نقاط التماس بين الصحراء المترامية في الغرب والمناطق المأهولة بالسكان. وشرعت الأجهزة الأمنية في محافظاتأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان في تنفيذ خطة استنفار في المناطق المتاخمة للصحراء الغربية، والطرق الجبلية التي تربط تلك المحافظات بمحافظة الوادي الجديد، وتشديد التدابير الأمنية في الطرق الجبلية، التي تربط جنوب الصعيد بالحدود السودانية وصحراء مصر الغربية، في محاولة لحصار العناصر الإرهابية في تلك المنطقة المترامية الأطراف. في غضون ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف إن المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي إنشاءه، سيختص بصياغة استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف من جميع الجوانب، وإصدار القرارات والإجراءات الملزمة لتنفيذها، فضلاً عن تعزيز مشاركة كل أطياف المجتمع في التعامل مع ظاهرة الإرهاب، وتطوير الخطط الأمنية لمواجهة الخطر الناجم عنها، وزيادة الوعي المجتمعي بسبل التعامل مع تلك الظاهرة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تستغلها التنظيمات الإرهابية في جذب عناصر جديدة.