جددت القوات النظامية السورية قصفها في الساعات الأولى من صباح أمس على مناطق في شرق دمشق وغوطتها الشرقية، واستهدفت بما لا يقل عن 24 صاروخاً من نوع أرض – أرض مناطق في محور عين ترما وأطرافها في الغوطة الشرقية وأطراف حي جوبر شرق العاصمة. وشهدت الغوطة أيضاً اشتباكات بين فصيلي «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن». وكانت اشتباكات دارت عقب منتصف ليل الأحد- الإثنين بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين «فيلق الرحمن» في محور وادي عين ترما وحي جوبر، ترافقت مع استهدافات متبادلة. ووردت معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في طرفي القتال. وتأتي عملية القصف هذه في إطار مواصلة القوات النظامية عملياتها العسكرية في شرق العاصمة دمشق وغوطتها الشرقية. وتشهد جبهات هاتين المنطقتين اشتباكات يومية بين «فيلق الرحمن» والقوات النظامية متسببة في وقوع خسائر بشرية من المدنيين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه رصد حركة نزوح من بلدة عين ترما ومحيطها، نحو مناطق القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، وأنه سجل نزوح حوالى 2500 شخص، بمعدل أكثر من 600 عائلة، من بلدة عين ترما نحو مناطق عربين وسقبا وحمورية وكفربطنا وجسرين في قطاع الغوطة الشرقية الأوسط. وأضاف أن عملية النزوح بدأت منذ تصاعد القصف الذي بدأ في الخامس عشر من حزيران (يونيو) الفائت من العام 2017. وذكر «المرصد السوري» أن النازحين يعانون من قلة المنازل التي يمكنهم استئجارها، نتيجة لحالات النزوح السابقة الى المناطق التي نزحت إليها مئات العوائل في أوقات سابقة من بلدات وقرى مختلفة من الغوطة الشرقية. ودارت اشتباكات متقطعة صباح أمس بين «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام» في أطراف بلدة بيت سوى في الغوطة الشرقية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية. وكانت الاشتباكات تجددت على محاور معمل الأحلام في مزارع الأشعري ومحور مزارع الافتريس بغوطة دمشقالشرقية، بين الطرفين إثر هجوم شنه «فيلق الرحمن» على مواقع «جيش الإسلام». وترافقت الاشتباكات مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين ووردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما. وكانت عناصر «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» نشرت تعميماً بعدم إطلاق النار من كلا الطرفين على خطوط التماس بينهما، في مناطق بيت سوى والأشعري والأفتريس ومدير في غوطة دمشقالشرقية. لكن الاشتباكات بين الطرفين استؤنفت في السابع من آب (أغسطس) الجاري، بعد أيام على اجتماع بينهما اتفقا فيه على وقف الاقتتال وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ووقف التجييش الإعلامي. وقال «المرصد السوري» إن الاشتباكات تتركز بين الطرفين على محاور في أطراف بلدة بيت سوى وفي مزارع الأفتريس، في محاولة من «جيش الإسلام» السيطرة على مقرات «فيلق الرحمن» في هاتين المنطقتين. من جهة أخرى، تجددت الاشتباكات العنيفة على محاور عدة في بادية السويداء الشرقية بين «قوات أحمد العبدو» و «جيش أسود الشرقية» من جانب، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جانب آخر. وتخللت الاشتباكات عمليات قصف واستهدافات متبادلة. وتمكنت القوات النظامية من تحقيق تقدم جديد لها في المنطقة وسيطرت على منطقة خربة الجربوع، وأسفرت الاشتباكات عن خسائر بشرية بين طرفي القتال. وكانت القوات النظامية تمكنت من تحقيق تقدم مهم في المنطقة والسيطرة على مواقع حدودية، لتنهي بذلك وجود الفصائل على الحدود السورية – الأردنية داخل الحدود الإدارية في محافظة السويداء. ولم يتبقَّ للفصائل منافذ خارجية في شرق وجنوب شرقي سورية سوى شريط حدودي على حدود ريف دمشق الجنوبي الشرقي مع الأردن، بالإضافة لشريط حدودي مع العراق ممتد على محافظتي ريف دمشق وحمص يضم معبر التنف الواصل بين سورية والعراق. وجاء هذا التقدم عقب هجوم مستمر شنته القوات النظامية منذ نحو شهر، بعد أقل من 48 ساعة على بدء تطبيق اتفاق هدنة الجنوب السوري الذي جرى بتوافق روسي - أميركي - أردني وبدأ سريانه في التاسع من تموز (يوليو) من العام الحالي في محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا.