استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة صباح أمس وزيرة خارجية جمهورية غينيا مكالي كمارا، التي تزور مصر تلبية للدعوة الموجهة إليها من وزير الخارجية المصري، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، واستكمال الحوار الذي دار بينهما على هامش اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الأخير في أبيدجان. وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، بأن المشاورات تناولت التنسيق بين البلدين في إطار المحافل والمنظمات الدولية، لا سيما مع تفاقم حجم التحديات التي تواجه دول القارة الأفريقية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن وتسوية النزاعات، وذلك على ضوء رئاسة غينيا الناجحة حالياً للاتحاد الأفريقي، وعضوية مصر في كل من مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن. كما تبادل الجانبان الرؤى حول ملف الإصلاح المالي والمؤسسي بالاتحاد الأفريقي، حيث أعربت وزيرة خارجية غينيا عن تقديرها للاستماع إلى الموقف المصري باعتبار مصر من أكبر الدول المساهمة في موازنة الاتحاد ومن الدول ذات التأثير السياسي والاقتصادي المهم على مستوى القارة. وأضاف أبو زيد بأن الوزير شكري أعرب خلال اللقاء عن تقديره لحرص الوزيرة الغينية على تلبية الدعوة لزيارة مصر، لكونها تأتي في أعقاب زيارة الرئيس الغيني، ألفا كوندي، إلى مصر في أيار (مايو) الماضي، وتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة رئيس غينيا، وفي مقدم ذلك إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين، وقيام بعثة مصرية بزيارة غينيا لتفقد مشاريع السدود المقترح تنفيذها هناك. وأعرب الوزير شكري عن تطلعه لعقد الدورة المقبلة للجنة المشتركة بين البلدين في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 على مستوى وزيري الخارجية، مؤكداً اهتمام مصر بتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية والزراعية بين البلدين بما يرتقي لمستوى العلاقات المتميزة وتطلعات شعبي البلدين، وكذا الاهتمام المصري بالتعاون مع جمهورية غينيا في مجال بناء قدرات الأشقاء الغينيين ونقل الخبرات لهم في مختلف الجوانب الفنية من خلال البرامج التدريبية التي تقيمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات المختلفة. وأكد شكري تقدير مصر الكامل لدعم غينيا للمرشحة المصرية لمنصب المدير العام ل «يونيسكو»، حيث تلعب غينيا دوراً مهماً على ضوء رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي. وحرص الوزير شكري على إحاطة نظيرته الغينية بآخر التطورات المتصلة بحملة المرشحة المصرية مشيرة خطاب، والجهود التي تبذلها مصر لدعم ترشيحها على المستويين الإقليمي والدولي. وأشادت وزيرة خارجية غينيا بعمق وقوة العلاقات المصرية- الغينية، معربة عن تطلعها لأن يشهد التعاون بين البلدين طفرة حقيقية خلال الفترة المقبلة تعكس العلاقة الخاصة بين البلدين والفرص المتاحة لتعزيز التعاون في مجالات الزراعة والتجارة والتعليم والموارد المائية لتحقيق الاستفادة المشتركة لشعبي البلدين. واستعرض الوزيران برامج التعاون القائمة بالفعل في مختلف المجالات، وتم الاتفاق على خطة عمل مشتركة لمتابعة تنفيذها واستشراف برامج ومشاريع جديدة للتعاون، كي يتم إقرارها في شكل نهائي خلال أعمال اللجنة المشتركة المقبلة. وأوضح الناطق أن محادثات وزيري خارجية مصر وغينيا تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أثنت المسؤولة الغينية على الجهود التي تبذلها مصر لتعزيز بنية السلم والأمن والاستقرار في إقليم الشرق الأوسط وأفريقيا، وعلى مستوى العالم في شكل عام.