قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن دول العالم تشهد تنامياً ملحوظاً للإرهاب الذي طال الأبرياء، لافتاً إلى أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية لا تفرق بين دين أو جنس، مشيراً إلى أن مصر تنقل خبراتها للدول الأفريقية لمكافحة الإرهاب. وأكد شكري في الاحتفال السنوي للكوادر الأمنية الأفريقية، بحضور وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفّار في قاعة المؤتمرات بأكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة أمس، أنه «لا بد من إدراك خطورة الإرهاب، إذ إن خطورته لا تتمثل على الأشخاص والمباني فحسب، وإنما يشكل الخطورة في هياكل الدول»، مشيراً إلى أن «رجال الأمن في مصر اكتسبوا خبرات في مجال مكافحة الإرهاب، ننقلها للأشقاء الأفارقة، وأن مصر حرصت على فتح أبواب مؤسساتها خاصة الأمنية لأشقائها الأفارقة لتدريبهم»، وأشاد شكري بالدور المتميز لأعضاء مركز بحوث الشرطة الذين يشرفون على عمليات التدريب. وكان شكري استقبل أول من أمس وفداً من كبار الصحافيين والإعلاميين الأفارقة في إطار ورشة العمل التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية بالتعاون مع غرفة صناعة الإعلام تحت عنوان «مستقبل الإعلام في أفريقيا وتبادل الخبرات المختلفة» خلال الفترة من 27 شباط (فبراير) إلى 13 آذار (مارس) 2017. وأكد شكري سعي بلاده في أعقاب ثورتي 25 كانون الثاني (يناير) 2011 و30 حزيران (يونيو) 2013 لتطوير وتوثيق علاقاتها مع الدول الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأفريقي، وشدد على سعي مصر لاستعادة دورها في حل النزاعات بدول القارة. وصرح الناطق باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، بأن الوزير شكري استهل اللقاء بالترحيب بأعضاء الوفد، مشيراً إلى الدور المهم للإعلام في تشكيل الوعي والرأي العام للمجتمع وممارسة الدور الرقابي بما يضمن تحقيق أهداف التنمية والحكم الرشيد في المجتمع. وأضاف أن شكري أوضح أن أحد الأهداف الرئيسية لورشة العمل هو تحقيق التواصل بين أعضاء الوفد ونظرائهم من الصحافيين والإعلاميين المصريين، والتباحث حول سبل تطوير العلاقات بين مصر والأشقاء الأفارقة، بخاصة في مجال التدريب ونقل الخبرات وبناء الكوادر. وشدد شكري على العلاقات التاريخية لمصر بالدول الأفريقية على مدى قرون طويلة، والتي شهدت في العصر الحديث دعم مصر الكامل للأشقاء الأفارقة في مرحلة التحرر الوطني. ووصف شكري أفريقيا بأنها «قارة المستقبل بمواردها وشبابها، وأن التعاون مع الأشقاء الأفارقة لتحقيق تطلعات شعوب القارة في التنمية والرخاء يمثل أحد أولويات السياسة الخارجية المصرية، والتي تسعى للتأكيد دائماً إلى أهمية التضامن بين شعوب القارة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي بما يدعم من استقلال القرار السياسي لدول القارة». وأكد شكري أن الرؤية المصرية لا تغفل في الوقت ذاته القضايا ذات الأولوية للقارة الأفريقية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية من خلال منهج شامل يراعي معالجة جذور تلك المشاكل. كما أن تلك الرؤية تأخذ في الحسبان التحديات التي تواجه القارة لتحقيق أهدافها في التنمية وسبل التغلب عليها، خصوصاً أهمية تطوير التعليم والبنية التحتية وزيادة معدلات الاستثمار وتحقيق الأمن والاستقرار في دول القارة. وتحدث شكري مع أعضاء الوفد حول وجهة النظر المصرية تجاه عدد من قضايا القارة وعلى رأسها مبادرة دول حوض النيل والمفاوضات الثلاثية حول سد النهضة، والأزمة الليبية، واستعادة الدور المصري في حل النزاعات في دول القارة. وكان مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا نظم ورشة عمل قبل أيام في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، وذلك تحت عنوان «مشاركات من أجل السلم والأمن في أفريقيا»، حيث تعاون في تنظيمها إلى جانب المركز كل من السفارة المصرية في أديس أبابا ومفوضية الاتحاد الأفريقي، كما خصص موضوعها الرئيسي للنظر والتباحث حول كيفية تحقيق التجانس والتنسيق بين كل من أولويات خريطة طريق بنية السلم والأمن الأفريقية 2016 – 2020، ومقررات القمة السادسة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (إعلان نيروبي). وتحدث سفير مصر في أديس أبابا أبو بكر حفني محمود عن الدور المصري في صيانة السلم والأمن الدوليين بصورة عامة، وفي القارة الأفريقية بشكل خاص، من خلال عضوية مصر في كل من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن، والمساهمة الملحوظة بقوات في عمليات حفظ السلام، والمساعي المصرية في منع وتسوية النزاعات، والجهود المصرية في مجالات بناء السلام.