لم يتذكر جمهور الفنان الخليجي عبدالحسين عبدالرضا، سوى ليلة بكائه متناسين 50 عاماً من الضحك، الذي كان رائد مدرسة الكوميديا الخليجية، ليكون واحداً من أبرز وأوائل الفنانين الخليجين الذين عبروا بفنهم حدود الصحراء والبحر ليصلوا إلى بلدان عربية سبقتهم في عالم الفن، ليصبح «أبو عدنان» ممثلاً للفن الخليجي عربياً ومن دون منافس. ضجت مواقع التواصل برحيل «الهرم» أو «رابع أبراج الكويت» منتصف ليلة أول أمس، واحتل هذا الفنان مواقع التواصل لتتحول بين ليلة وضحاها إلى مواقع نعي لراحل الفن الكبير، الأمر الذي جعل مواقع عالمية تتساءل «من هذا الرجل الذي ملك قلوب الجماهير واحتل وبلا منازع حديث الناس»؟ غادر الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا الحياة في أحد مستشفيات لندن بعد توقف قلبه، نجح الأطباء في إعادته للحياة وإبقائه تحت تأثير المنوم، ليتنفس جمهوره ومحبوه الطمأنينة، ويخرُج تصريح من أسرته يشير إلى أن صحة الفنان الكبير مستقرة ولا يجب الانسياق وراء الإشاعات، وحتى مع إعلان الوفاة تمنى الجمهور أن يكون الخبر إشاعة تنتهي ليعود صانع الابتسامة مجدداً ليزرع الفرح على وجوه الجمهور الخليجي والعربي إلا أن ذلك لم يحدث وتأكد الخبر. يعد الفنان أبو عدنان كما يحب الكثيرون مناداته، فنان الشعب بلا منازع، والوحيد المسموح له بإضحاكهم أثناء الأزمات والوجع، ومثالاً على ذلك أزمة انتكاسة سوق الأسهم في الكويت والمعروفة بأزمة سوق المناخ، لتحصد مسرحيته التي حملت الاسم ذاته الكثير من الإعجاب والتصفيق والضحك، ويعود ليقدم مسرحية «سيف العرب» التي واكبت غزو العراق للكويت ليضحك الجمهور على رغم المصيبة والألم، لأنه وباختصار شديد «فنان الشعب»، ويجوز له ما لا يجوز لغيره. خرج فنانون خليجيون وعرب بفيديوهات نعي لم تخل من البكاء على الراحل، بدأها الشيخ دعيج الصباح الذي كان متأثراً جداً، ولم يقل الفنان حسن البلام بكاءً عمن سبقه وبدا منهاراً بشكل كبير، فيما نعته أوساط ثقافية وفنية مختلفة، وتوحدت قنوات خليجية وكويتية بعرض أعماله المسرحية الخالدة. تميزت شخصية الفنان الراحل بالجرأة والقوة والكاريزما التي جعلت منه واحداً من أبرز الفنانين الرواد، الذين تخطوا حدود الممنوع في غالب أعماله، فكان ينتقد الحكومات ويقف إلى جانب الشعوب في وجه الفساد والظلم والاستبداد، كما كان في حياته نابذاً للتفرقة العرقية والطائفية والقبلية. من المتوقع أن يكون يوم تشييعه لمثواه الأخير حدثاً وطنياً كويتياً وخليجياً يشارك فيه مسؤولون وممثلون عن الدولة وسفرائها، ومشاركة شعبية ضخمة تظهر الحجم الحقيقي لفنان الشعب في نفوس محبيه، إلى جانب فنانين وفنانات من الكويت وخارجها.