قالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إن رحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا يشكل خسارة كبيرة ويترك فراغا حقيقيا في الحركة الفنية والمسرحية في الكويت ودول الخليج العربي والوطن العربي. وأضافت الأمانة في بيان لها يوم أمس (السبت): إن الفقيد الذي توفى أمس الاول في العاصمة البريطانية لندن بعد صراع مع المرض، كان مثالا للفنان الملتزم والمثقف الذي أفنى عمره لخدمة قضايا وطنه وشعبه رغم صراعه الطويل مع المرض في محطات مختلفة من عمره. وذكر البيان أن الفقيد كانت له اليد الطولى في تطوير الحركة الفنية في الكويت والخليج العربي مع عدد من رفقاء دربه الفني، وتميز بأعماله الكوميدية وتقديمه للعديد من ألوان الفنون كالتمثيل والغناء والتأليف المسرحي والإنتاج الفني سواء في المسرح أو التليفزيون أو الاذاعة؛ فاستحق بذلك لقب عملاق الفن الكويتي والخليجي. وقال البيان: إن الفنان الراحل ساهم في تأسيس العديد من الفرق المسرحية منذ انطلاقته الفنية في بداية ستينيات القرن الماضي كالمسرح الوطني والعربي وأسس قناة فنون التليفزيونية، مبينا أن أعمال الفنان تعد شاهدا وتوثيقا صادقا ودقيقا للحياة الاجتماعية الشاملة في الكويت بتفاصيلها السياسية والاقتصادية. وأوضح البيان أنه استطاع بذكاء منقطع النظير عبر مسيرته الفنية الزاخرة أن يعكس مشاعر الناس في أعماله الفنية الكوميدية وغيرها واستطاع ببصيرته الفنية الحاذقة أن يوثق محطات رئيسة في تاريخ الكويت بكل شفافية ودون تزييف؛ مما رسخ مكانة عالية لدى جمهوره داخل الكويت وخارجها. الراحل في مشهد مع الفنان ناصر القصبي وذكر أنه من باب رد الجميل لهذا الفنان الكبير كان تكريم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له في حفل افتتاح فعاليات مهرجان (الكويت عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2016) وقبلها بتخليد اسمه على مسرح السالمية أثناء حياته. وأعربت الامانة عن بالغ حزنها لفقدانها واحدا من أهم أعمدة الفن الكويتي متقدمة بخالص العزاء الى أسرة الفقيد والأسرة الفنية الكويتية والعربية برحيل الفنان الكبير. ويعتبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا الذي ولد في دروازة عبدالرزاق بفريج العوازم في منطقة شرق عام 1939 لأب يعمل بحارا، وهو السابع من بين أخوته الأربعة عشر، وتلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة في مدرستي المباركية والأحمدية من مؤسسي الحركة الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم. حيث كانت بداياته الفنية في أوائل ستينيات القرن الماضي وتحديدا في عام 1961 عندما شارك في مسرحية (صقر قريش بالفصحى)، حيث كان بديلا للممثل عدنان حسين وأثبت نجاحه لتتوالى بعدها الأعمال من مسلسلات تليفزيونية ومسرحيات معها الإنجازات. قدم عبدالرضا العديد من المسلسلات التي قارب عددها 30 مسلسلا أشهرها خليجيا على الإطلاق «درب الزلق» و«الأقدار»، كما كانت تجربته المسرحية غنية حيث قدم نحو 33 مسرحية منها «باي باي لندن» و«بني صامت» و«عزوبي السالمية» و«على هامان يا فرعون» و«سيف العرب». كما خاض عبدالرضا أيضا مجال التلحين والغناء والتأليف المسرحي والتلفزيوني وأصبح منتجا، حيث اشتهر بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي، وهو أحد مؤسسي «فرقة المسرح العربي» عام 1961 و«فرقة المسرح الوطني» عام 1976 و«مسرح الفنون» عام 1979 وشركة مركز الفنون للانتاج الفني والتوزيع عام 1989.