فيما لم تتبلور صورة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مع اقتراب الخامس عشر من أيار (مايو) موعد الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس للجمهورية، يستمر الحراك السياسي على أكثر من جبهة منعاً للفراغ. وشكل هذا الملف محور لقاء بين البطريرك الماروني بشارة الراعي ووزير الخارجية جبران باسيل في بكركي بحثا خلاله آخر المستجدات المتعلقة في الشأن الرئاسي. وأكد الطرفان «ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده وتلافي الفراغ». وفق مصادر بكركي، التي وصفت اللقاء ب «الإيجابي». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «ما يجري حالياً هو معركة سياسية»، معرباً عن قناعته بأنه «في 25 أيار سيكون هناك رئيس جديد للجمهورية». واعتبر أن «ما قدمه الدكتور سمير جعجع مهم جداً في معركة 14 آذار الرئاسية التي يخوضها»، مؤكداً أن «تحرك رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل تم التوافق عليه ضمن 14 آذار». ورأى أن رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون «كان يمكن أن يكون رئيساً توافقياً لو بدأ بالمشروع التوافقي قبل 7 سنوات وليس قبل شهرين من الانتخابات». وشدّد عضو الكتلة ذاتها النائب عمار حوري على أن «ترشيح جعجع أتى بإجماع قيادات قوى 14 آذار، وأي تعديلات محتملة ستتم بإجماع هذه القوى». وقال ل «صوت لبنان»: «14 آذار ليست منغلقة، والقضية ليست قضية أشخاص بل قضية مبادئ ناضلت من أجلها 14 آذار». ورأى أن «واقع الحال لا يبشر كثيراً بأنّنا سنحظى بانتخاب رئيس جديد قبل 25 أيار بسبب التصلب والموقف الذي يبديه فريق 8 آذار من خلال مقاطعة جلسات المجلس النيابي والإيحاء بمرشح معيّن أو الفراغ». ولفت عضو الكتلة نفسها النائب هادي حبيش إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري «قام بواجباته ووجه الدعوة إلى الاجتماع وانتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أنّ «المشكلة أصبحت بالسياسة، إذ إنّ هناك فريقاً في البلد اتخذ القرار بإفراغ هذا المركز أو إشغاره»، ومحذراً من أن «هذا المنطق سيوصلنا إلى شغور في موقع الرئاسة ونتمنى ألّا يكون لفترة طويلة». وعن الحوار بين تيار «المستقبل» وبين عون، أوضح أن «الحوار مفتوح ولا شيء يمنعه، لكن جلوس الرئيس سعد الحريري مع عون لا يعني أن الأخير سيأتي لرئاسة الجمهورية». وقال عضو الكتلة عاطف مجدلاني بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام: «حتى الساعة ليس هناك أجواء توحي بتأمين نصاب لانتخاب رئيس جديد». ودعا النواب جميعاً ومن كل الأطياف السياسية إلى «التوجّه إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس من المرشحين لهذا المنصب من خلال منافسة ديموقراطية ليكون الاستحقاق الانتخابي استحقاقاً لبنانياً حقيقياً، ومن ينل 65 صوتاً يكنِ رئيساً للجمهورية سواء كان من 8 أم من 14 آذار ونهنّئه جميعاً». وأوضح أنه «على الجميع أن يفهم أن رئاسة الجمهورية ليست لعبة، ولذلك ليس مسموحاً أن يكون هذا الاستحقاق ألعوبة بيد البعض لأهداف فئوية، أو أهداف سياسية خارجية، أو أهداف مصلحة شخصية ضيقة». وأكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أن موقف جعجع في شأن سحب ترشّحه للرئاسة من أجل مرشح آخر قوي من 14 آذار، لا تراجع فيه، موضحاً أن «هذا الموقف متخذ سلفاً منذ إعلان جعجع ترشّحه للرئاسة، ومن قناعته التي ترفض مبدأ «نحن أو لا أحد»، وبهذه الروحية شاركنا في اجتماعات بكركي وبهذه الروحية وافقنا على البيان الذي صدر عن الأقطاب». وأكمل زهرا: «مع احترامي لقائد الجيش العماد جان قهوجي وأي اسم يُطرح، فعملية تعديل الدستور ليست بمزحة». وفي المقابل أشار أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان إلى أن «هناك حركة على صعيد التواصل بين الأفرقاء، ومع التيارات التي نحن على خصومة معها، وتحرك الرئيس الجميل جدي، ويؤدي إلى انتخاب رئيس وهذا تحدٍّ كبير»، مضيفاً «هناك إمكانية لانتخاب رئيس جديد قبل 25 أيار، والإرادة يجب أن تكون أقوى». ولفت كنعان إلى أنه «يجب التفاهم على الصيغة الميثاقية واحترام موقع الرئاسة، لأنه ليس جزيرة معزولة عن الميثاق الوطني، ونريد رئيساً قادراً على الحكم».